رأى ناشطون سوريون في المبادرة العربية بداية جدية لمنح الشعب السوري حماية دولية من القمع الدموي الذي يتعرض له من قبل قوى الأمن والجيش وميلشيات "الشبيحة"، واعتبر المعارض البارز برهان غليون أن الشعب لا يملك سوى سلاح واحد هو التظاهر السلمي، ولا يمكن البدء بمفاوضات جادة مع نظام الأسد إذا تم حرمان المدنيين من هذا السلاح. وقال غليون في حديث لبرنامج "بانوراما": " التظاهر السلمي هو حق واضح وجلي للشعب السوري للتعبير عن تطلعاته في الحرية والديمقراطية ويجب على النظام الاعتراف بهذا الحق، وإذا ما أخذنا هذا السلاح من المدنيين فسوف يعودون إلى مربع العبودية والذل، وهو أمر مرفوض بالكلية من جانبهم، والتظاهر السلمي هو الضمان الوحيد للبدء بمفاوضات جادة لتحقيق التغيير في البلاد، وإقامة دولة تعددية ديمقراطية تحترم حقوق المواطنة لجميع فئات وشرائح الشعب". ورأى غليون أن الدول العربية تستطيع أن تساعد في حل الأزمة السورية من خلال عرض صيغة معينة على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وإقصاء المجموعة القاتلة من أركان حكمه، التي انغمست أياديها بدماء الشعب السوري". صالح القلاب وحسن معوض وبرهان غليون وأردف: "يجب على الجامعة العربية أن تساهم في التخلص من هذا النظام، وينبغي لها أن تساعد في إصدار قرار دولي بأقصى سرعة لإرسال مراقبين دوليين دائمين إلى البلدات والمدن السورية التي تشهد احتجاجات للوقوف على الحقائق والانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين". من جهته، طالب رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق عبد الرزاق عيد بأن توفر جامعة الدول العربية غطاء دوليا لحماية المدنيين، معتبرا أن ذلك هو أضعف الإيمان وأقل الواجب على العرب في حماية أشقائهم السوريين. وقال في حديث ل"العربية": يجب أن يقرر مجلس الأمن الدولي إرسال لجنة تحقيق دولية تدخل إلى مناطق التوتر في البلاد، وترافق هذه اللجنة وسائل إعلام دولية ونشطاء من مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، وعندها لن يكون لروسيا والصين أي ذريعة في حماية نظام الأسد بعد أن تتكشف لهم الحقائق". ويتفق الوزير الأردني السابق والكاتب السياسي صالح القلاب مع المطالبين بتوفير حماية دولية للشعب السوري، دون أن يكون ذلك على طريقة التدخل الدولي الفاشل في العراق أو بنفس السيناريو الليبي. وأوضح القلاب لبرنامج بانوراما: "هناك حذر بالنسبة لي تجاه حدوث تدخل دولي في أي بلد عربي، فتجربة العراق الفاشلة ما زالت بادية للعيان، ولكن من غير الوارد ترك الشعب السوري يذبح وتسفك دماؤه، وهناك من مخاوف من امكانية أن تطور الثورة السورية نفسها وتسيطر على بعض المدن والبلدات بطريقة سلمية، ويصبح لدينا ميادين تحرير مما سيدفع بنظام الأسد إلى ارتكاب مجازر يذهب ضحيتها مئات الألوف من السوريين". وأضاف: "من الواضح أن النظام السوري ليست لديه أي نوايا للإصلاح والتغيير، والشعب السوري بعد كل هذه التضحيات الكبيرة لن يقبل بأي مفاوضات مع هذا النظام إلا على أساس المبادرة العربية على الأقل". يشار إلى أن أبرز نقاط المبادرة العربية هي الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل ضد المدنيين، وتحديد جدول زمني يتفق عليه لتطبيق الإصلاحات وتشكيل حكومة وفاق وطني والدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية وتغيير الدستور وإقصاء حزب البعث عن السلطة والتزام النظام السوري بالتجاوب مع لجان التحقيق الدولية وتقديم العناصر المتهمة بارتكاب جرائم ضد السوريين إلى المحاكمة الدولية.