نقل شهود ومصادر أمنية يمنية الثلاثاء، أن مقاتلين حوثيين اقتحموا قصر الرئاسة اليمني عقب اشتباكات مع حرس القصر، وذلك غداة مواجهات هي الأعنف في العاصمة صنعاء منذ أعوام. وقال حراس في القصر الرئاسي الذي يضم مكتب الرئيس عبدربه منصور هادي إنهم سلموا المجمع للمقاتلين، بينما قال مسؤول حكومي إن الاشتباكات جارية في مقر إقامة الرئيس. وقال شهود عيان إن اشتباكا دار لفترة وجيزة بين قوة من الحوثيين وحرس القصر. وأضافوا أنهم رأوا الحوثيين يستولون على عربات مدرعة كانت تحرس مداخل القصر في شارع الستين بالعاصمة صنعاء. واشتبك الحوثيون أمس بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في واحدة من أعنف المعارك في صنعاء منذ سنوات وحاصروا مقر رئيس الوزراء. وقتل تسعة أشخاص وأصيب 90 قبل بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار مساء الاثنين. فيما نجا وزير الدفاع من محاولة اغتيال، في يوم ثان من القتال بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين. وعلى حسابها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، قالت وزيرة الإعلام اليمنية، نادية السقاف، إن "الرئيس اليمني يتعرض للهجوم من قبل مليشيات مسلحة تود الإطاحة بالحكم". وقبلها بدقيقة، قالت السقاف، في تدوينة أخرى، إن "دار (قصر) الرئاسة يتعرض للهجوم من قبل مليشيا مسلحة منذ الثالثة بالرغم من كون المباحثات السياسية جارية". فيما قال مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "الأناضول"، إن "وزير الدفاع، محمود الصبيحي، نجا من محاولة اغتيال أثناء خروجه من منزل الرئيس هادي، حيث أطلق مسلحون حوثيون النار على موكب الوزير، لكنه لم يصب بأذى". وقال مصدر في جماعة الحوثي، فضل عدم نشر اسمه، إنه "حدث خرق لقرار وقف إطلاق النار، وهناك اجتماعات حاليا لتلافيه في الساعات القادمة". ووفقًا لمراقبين، فإن الحوثيين يريدون السيطرة على جميع مراكز الدولة السيادية قبل إلقاء زعيمهم، عبد الملك الحوثي، خطابا متلفزا على قناة "المسيرة" التابعة لهم في التاسعة من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، بحسب القناة. ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم حول تطورات الأوضاع المتلاحقة في اليمن. وقالت مصادر في الأممالمتحدة أن مبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية الخاص إلى اليمن، جمال بن عمر، سيطلع أعضاء المجلس على الوضع الحالي في البلاد. واجتاح مسلحون حوثيون (من المذهب الزيدي الشيعي) العاصمة يوم 21 سبتمبر الماضي ثم توسعوا في محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. ونشأت جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة بالأساس في محافظة صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح؛ ما خلف آلاف القتلى من الجانبين.