دعم مالي.. أرضية شعبية.. تأييد قراراته.. إنهاء أزمة ماسبيرو.. تعلق القوانين الشائكة.. لجنة لإنهاء الأزمات الطائفية.. وحل أزمة سد النهضة لم تقتصر مكاسب الرئيس عبدالفتاح السيسي من حضوره قداس عيد الميلاد بالكنيسة الكاتدرائية، كأول رئيس مصري يحضر هذه المناسبة عند حد التصريحات الإعلامية التي تشكره على حضور القداس، بل حصد فوائد ستظهر ثمارها بصورة أكبر على المدى البعيد، بعد أن أعربت قيادات قبطية مؤخرًا عن تقديم الدعم المالي له، إضافة إلى تأجيل كل القوانين التى أثارت جدلاً كبيرًا بين الدولة والأقباط لحين انعقاد البرلمان المقبل، وعلى رأسها قانون العبادة الموحد. كما اتفقت الكنيسة على تشكيل لجنة محايدة بمشاركة الأزهر من أجل إنهاء أي أزمات طائفية. وقال الأنبا بسنتي، أسقف كنيسة حلوان والمعصرة، إن "زيارة الرئيس السيسي للكنيسة الكاتدرائية أنهت الخلافات السابقة بين مؤسسة الرئاسة ورؤساء الكنائس، حول وجود نقط فارقة فى علاقة رؤساء مصر بالكنيسة، خاصة أن هناك مراحل شد وجذب، ونقاط تفاهم وخلاف، ومعارك طاحنة وصدامات انتهت إحداها بعزل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات للبابا شنودة الثالث". ووصف بسنتي الزيارة بأنها "تاريخية وتمهد لأرض خصبة للتسامح ومواجهة العنف المتطرف"، وقال إنها "تفتح بابًا جديدًا ومرحلة مشرقة بين الطرفين، لتغلب على الانتماءات الوطنية والتعصب الديني والنعرة الطائفية". وتابع: "الزيارة في مجملها تدل على التسامح والترابط، ويدل على أن المصريين أمة واحدة، فضلاً عن الاعتراف بالكيان القبطي ككل في مصر"، وشدد على دعم الأقباط للرئيس المنتخب للعبور من عنق الزجاجة، خاصة أن هناك أعداء يتربصون بمصر في الداخل والخارج. ودعا بسنتي، الجميع إلى "مساندة السيسي في مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهاب، لأن مصر تواجه مرحلة صعبة"، مشددًا على ضرورة التكاتف لعبور مصر استحقاقها الأخير وهو الانتخابات البرلمانية القادمة. وأكد أن الرئيس يعطى اهتمامًا خاصًا بقانون دور العبادة الموحد، ومواجهة التطرف والتعصب الديني الذي يستخدمه البعض لتقسيم الشعب، فيما وصف القس رفعت فتحي، سكرتير السنودس وممثل الكنيسة الإنجيلية بمجلس كنائس مصر، زيارة السيسي إلى الكاتدرائية بأنها "خطوة شجاعة ورسالة لكل المصريين أنه يلتزم بالمواطنة وأنه يحكم جميع المصريين دون تمييز". وقال إن "المسيحيين لن يتأخروا عن مساندة الرئيس في كل قراراته داعمين له في كل ما يراه لخدمة المجتمع من تنمية للتعليم والصحة". وأوضح فتحي أنه "كان أحد المشاركين في لجنة المشاورات لإصدار قانون دور العبادة الموحد تحت قيادة وزير العدالة الانتقالية، وانتهت إلى أنه في أول انعقاد للبرلمان القادم سيتم اتخاذ قرار بهذا الشأن"، مؤكدًا أن الكنيسة ستلتزم بما يصل إليه مجلس الشعب من قرارات بخصوصه. وأوضح القس عبدالمسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، أن "زيارة السيسي إلى الكنيسة سيصحبها تشكيل تحالف سياسي جديد بين الرئيس والكنيسة"، بعدما اعتبرها "تشكل تحولاً حقيقًيًا في تاريخ مصر وتمثل مفاجأة بكل المقاييس". وفيما وصف الزيارة بأنها "تحرك سياسي ذكى من الرئيس السيسي، لم يسبقه فيه أحد، خاصة أنه أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة ديمقراطية"، قال إن "مسيحيي مصر يصلون للسيسي ولمصر من أجل استقلال البلاد". وقال مختار غباشي، الخبير السياسى، إن مؤسسة الرئاسة ستحظى خلال الفترة القادمة بمساندة قوية جدًا من الكنيسة والتي ستدعمه في كل قراراته ولن يكون لها موقف ضده بأي شكل من الأشكال. وأضاف "الأقباط قد يتنازلون عن قضية ماسبيرو فقط لإرضاء السيسى فهم على استعداد لفعل أى شيء من أجل كسب رضاه"، بينما أشار إلى أن "قانون دور العبادة الموحد هو أمر متروك للحكومة لتبث فيه فهي مشكلة ملحة للمسيحيين منذ فترة طويلة ولا أعتقد أنهم قد يتخلون عن رغبتهم فى الحصول على موافقة على هذا القانون". فيما رأى على راضى، الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن "لزيارة السيسي للكنيسة وحضوره قداس عيد الميلاد فوائد عدة على رأسها إنهاء حدة الخلاف الذي كان يوجد بين الكنيسة وكل الرؤساء المصريين السابقين، وتأجيل كل القوانين التى تثير جدلاً بين الكنيسة والحكومة لحين انعقاد البرلمان المقبل". وأشار إلى أن "السيسى سعى من خلال الزيارة إلى توفير أرضية شعبية كبيرة من قبل الكنيسة والحصول على دعم مادى ومساندة من قبل رجال الأعمال الأقباط، إضافة إلى حل أزمة سد النهضة التى يمكن للكنيسة المصرية أن تكون ورقة قوية فى التخلص من تلك الأزمة".