قوبلت مبادرة "إحنا الحل" التي طرحها نشطاء معارضون للسلطة الحالية من برلين بألمانيا، وتضمنت توحيد معارضي النظام في كيان واحد تحت ما وصفوه ب "خارطة طريق" حلاً للأزمة القائمة حاليًا بين القوى السياسية بالرفض في أوساط الإسلاميين. وتدعو المبادرة إلى جمع كل القوى الثورية الحالية الموجودة في مصر وخارجها تحت شعار "إحنا الحل"، حتى تستطيع بتوحدها إسقاط السلطة الحالية، وتضمنت "خارطة طريق" بآليات واضحة للتحرك بعد ذلك، تشمل تشكيل حكومة وزراء ومحافظين ومجلس حقوق الإنسان. وقال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "المبادرة تكافئ المتورطين والفلول"، مشيرًا إلى أنها "أعلنت دون توافق اختلط فيها الصالح بالسيئ وأعادت الرئيس بلا صلاحيات وحرمت أصحاب الأغلبية من حقهم وكافأت المتورطين ولم تنس الفلول". بينما وصف الدكتور أنور عكاشة القيادي الجهادي البارز، المبادرة بأنها "إفلاس وغيبوبة عن الواقع ومنفصلة عن معاناة الشباب في الداخل"، قائلاً إن "القائمين عليها يتسللون ويعيشون في عالم آخر، ولم تتحرك ضمائرهم قيد أنملة نحو عالم القتل والسجون والتعذيب وكل صور المعاناة التي يعيشها الشعب المصري. وأضاف مستنكرًا: "يشكلون حكومات ومجالس ثورية لعلهم تشاجروا على المقاعد الوزارية"، وعلق ساخرًا: "لن أقول خليهم يتسلوا ولكن أقول خليهم يتغطوا كويس". وأعرب المحامي ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عن رفضه للمبادرة، لأنها خرجت، ممن وصفهم ب "الليبراليين المؤيدين للرئيس محمد مرسي مجرد حلم يفتقر الواقع مما يجعل من المستحيل على الإسلاميين القبول بها". فيما لاحظ حازم خاطر المتحدث باسم حركة "صامدون"، وعضو حركة "حازمون"، أن "المبادرة لم تلتفت للتيار الإسلامى ولم تذكر فكرة السعى لتطبيق شرع الله الذى هو حلم كل أبناء التيار الإسلامى الذى ضحى بكل شيء من أجل هدف وحيد لم يحقق منه أى شيء فشباب التيار الإسلامى الذى تم التضحية به من قبل كل التيارات والذى شارك فى كل أحداث: البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وكل الأحداث إلى الآن وهذه المبادرة ظلمتهم ولم تلتفت إليهم". وتابع: "أرفض المبادرة من حيث الصيغة، حيث إنها تتحدث عن محاولة لخفض الأسعار، وهذا آخر ما نفكر فيه الآن وعدم توضيح القضية بالشكل الكافى وعدم ذكر ألفاظ واضحة فى حق كل من خان الدين والوطن ". وأشار إلى أن هناك "أسماء بعض الأشخاص فى المبادرة، والذى فيهم من شارك بالتحريض على القتل ومنهم من شارك بالسكوت على الجرائم هم يقولون إن المبادرة هى اتحاد وما هى إلا نقطة تماس". ووافقهم الرأى الناشط سعد فياض، قائلاً: إن مبادرة " إحنا الحل " تطلب من شباب التيار الإسلامى أن يلقى نفسه أمام الرصاص حتى يأتى عمرو حمزاوى لتعديل الدستور والبرادعى لحقوق الإنسان ووائل غنيم للوزارة ويفوض د.مرسى صلاحياته لأيمن نور، وكل ثورة وأنتم طيبين. فيما اعتبر حاتم أبوزيد، المتحدث الإعلامى لحزب "الأصالة"، أحد "أحزاب التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، أن المبادرة لاتستحق التعليق وأن أهم ما فيها هو "وقت الفراغ" مضيفًا: "كان من الأولى أن أصحابها يتقدمون بها قبل هذا التوقيت خيرًا من شغل الثوار عن استحقاقات الموجة الثورية القادمة والتى متوقع لها أن تكون فاعلة ومغايرة". وبحسب البيان الذي تتضمن المبادرة فإنها "تختلف عن جميع المبادرات التي طرحت من قبل، سواء من مؤيدي الرئيس المعزول أو المعارضين للانقلاب والرافضين لعودة الرئيس مرسي مثل حركة 6 أبريل، بأنها تدعو لتوحد كل القوى الرافضة للانقلاب، سواء المطالبة بعودة مرسي أو الرافضة لعودته تحت شعار إسقاط الانقلاب أولاً، ثم بعدها تنفيذ خارطة الطريق التي تلي المبادرة، والتي تشمل كل التوجهات حتى لا يقع خلاف بين القوى السياسية بعد إسقاط الانقلاب، وحتى يطمئن الشركاء الآن على الديموقراطية التشاركية المنشودة".