استنكر مصطفى البدري، القيادي بالجبهة السلفية، المبادرة التي أعلنت عنها قيادات وقوى ثورية مختلفة بعنوان "احنا الحل"، للخروج من الأزمة الراهنة. وقال "البدري" ل"المصريون"، إنها تمثل طرحا كله افتئات على الإرادة الشعبية، والمقصود منه هو إقصاء وتحجيم التيار الإسلامي (صاحب التضحيات)". وأضاف البدري: "الثورات تنتصر بالحراك في الشوارع وميادين النضال والصمود أمام القتلة والمفسدين في الأرض ثم تحقق أهدافها من خلال إرجاع حق الشعب المسلوب له وهو يختار سلطته التي تلبي له رغباته وتحقق له طموحاته". ووجه "البدري" تساؤلاً لمن وصفهم بموزعي المناصب: ما المعايير التي استخدمتموها حتى وصلوا إلى هذه التوليفة؟ ولماذا يشترطون على التيار الإسلامي ألا ينافس على أكثر من 30% من البرلمان؟! واختتم القيادي الإسلامي: "عموما.. الشارع هو الفيصل والحكم على مثل هذه الأطروحات، وليس أنا ولا حتى قيادات الجماعات الإسلامية الكبرى". ودشن عدد من القيادات الثورية الشبابية المنتمين لعدد من الحركات سياسية المختلفة مبادرة جديدة تدعو إلى جمع كل القوى الثورية الحالية الموجودة في مصر وخارجها تحت شعار "إحنا الحل"، لحل الأزمة السياسية الحالية. وتضمنت المبادرة التي أعلنها الشباب الجمعة في العاصمة الألمانية برلين، خارطة طريق بآليات واضحة للتحرك بعد أحداث 30 يونيو، حيث تشمل الخارطة تشكيل حكومة وزراء ومحافظين ومجلس حقوق الإنسان. وأكد البيان التدشيني للحملة "أن قضية القصاص للشهداء والمصابين ومعتقلي الرأي هي المحرك الأول والأخير، ونقطة الانطلاق لكل حراك يناهض النظام، والتأكيد أن القيادة الحقيقة لابد وأن تكون للشعب ولا وصاية عليه من أحد". ودعا البيان الشعب المصري إلى الالتفاف حول الثورة لانتشال البلاد من "مستنقع الاستبداد من خلال ديمقراطية تشاركية، وأن أخطاء محمد مرسي قد غفرها له صموده، ورغم كل ما عاناه يجب للثورة أن تستكمل طريقها وهو كان ولا زال الأحرص عليها، وندعوه لقبول مبادرتنا كترسيخ لشعار الثورة مستمرة، وفي الوقت نفسه فإن رفقاء الثورة يغفر لهم حداثة عملهم السياسي وإعلانهم عن تضررهم مما وصفوه بالحكم العسكري في 3 يوليو، وكل التحية للصامدين بالشوارع على مدار 16 شهرًا أبهرت العالم". وأشار البيان إلى أن المكون الأساسي للمبادرة قبل انطلاقها من العاصمة الألمانية "برلين" كان من داخل مصر من خلال المكتب التنفيذي بالقاهرة بعضوية انجي على و محمد إبراهيم و عبد الرحمن الجندي و عبد اللطيف السيد و وحيد ابو الوفا و مصطفى أحمد وأحمد عبد الباسط، وبدأ العمل بمصر لعدة أشهر تحت شعار حملة مسماها "إحنا الحل". وتابع: "أسسنا رؤيتنا على أرضية وسط، على أساس من الشرعية الدستورية التي أسستها خمسة استحقاقات انتخابية، كما راعينا الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 30 يونيو تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة"، داعين جميع الحركات والائتلافات والجماعات لتكوين مظلة واحدة تحت مسمى 11 فبراير. وقال البيان إن "المبادرة تختلف عن جميع المبادرات التي طرحت من قبل، سواء من مؤيدي الرئيس المعزول أو المعارضين والرافضين لعودة الرئيس مرسي مثل حركة 6 أبريل، بأنها تدعو لتوحد كل القوى الرافضة للانقلاب، سواء المطالبة بعودة مرسي أو الرافضة لعودته تحت شعار إسقاط الانقلاب أولًا، ثم بعدها تنفيذ خارطة الطريق التي تلي المبادرة، والتي تشمل كل التوجهات حتى لا يقع خلاف بين القوى السياسية بعد إسقاط الانقلاب، وحتى يطمئن الشركاء الآن على الديمقراطية التشاركية المنشودة".