حذر الرئيس السوري بشار الأسد الغرب من أن بلاده لن تتغاضى عن أي تدخل خارجي، قائلا: إن الاضطرابات المناهضة للحكومة التي تجتاح سوريا أصبحت أكثر ميلا للعمل المسلح. ويواجه الأسد دعوات غربية له بالتنحي، بسبب حملته لقمع الاحتجاجات على مدى خمسة أشهر، وتقول الأممالمتحدة، إن نحو ألفي مدني لاقوا حتفهم فيها. ولم تقترح أي دولة حتى الآن تحركا ضد سوريا على غرار ما فعله حلف شمال الأطلنطي لدعم المعارضة الليبية المسلحة التي تسعى للإطاحة بمعمر القذافي. لكن الولاياتالمتحدة وأوروبا دعتا الأسد إلى التنحي، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة، بينها تجميد الأرصدة الحكومية السورية، وحظر واردات سورية. وقال الأسد، في مقابلة مع التليفزيون السوري: "طبعا أي عمل ضد سوريا ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه لعدة أسباب". وأضاف، "السبب الأول، هو الموقع الجغرافي السياسي لسوريا، السبب الثاني، هو الإمكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الأجزاء، والتي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها". وقال الأسد: "بالنسبة للوضع الأمني حاليا فإنه تحول إلى اتجاه العمل المسلح أكثر، خاصة في الأسابيع الأخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية، نحن قادرون على أن نتعامل معه، أنا لست قلقا". ويرفض نشطاء إصلاحاته السياسية التي وعد بإجرائها، ورفض الكثير من شخصيات المعارضة دعوته إلى إجراء حوار وطني، قائلين: إنه لا يمكن إجراء نقاش في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن قتل المتظاهرين. وسعيا إلى توحيد حركتهم المشرذمة تجمعت شخصيات معارضة في تركيا لترشيح مجلس ذي قاعدة عريضة لدعم الانتفاضة، ويتوقع منظمون أن تنتهي المحادثات خلال أيام. وتتمتع سوريا التي تشترك في حدود مع إسرائيل ولبنان والعراق وتركيا والأردن بنفوذ إقليمي، بسبب تحالفها مع إيران ودورها في لبنان، رغم انتهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في 2005، كما تتمتع بنفوذ في العراق وتدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وحزب الله. وتلقي السلطات السورية باللوم في أعمال العنف على مجموعات مسلحة من المتطرفين، تقول، إنهم قتلوا 500 من أفراد الشرطة والجنود منذ اندلاع الانتفاضة في مارس. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أمس الأحد، إنه تم تشييع جثامين خمسة جنود قتلهم مسلحون في حمص ودرعا. وقال ملحم الدوربي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأحد: إن النظام يريد إيجاد مبررات للقمع، وأنه عندما يقول الأسد إنه مستعد للتعامل مع الانتفاضة السورية فإنه يقصد أنه سيقتل المزيد من المحتجين. وذكر نشطاء أن قوات الأسد اعتقلت عشرات الأشخاص خلال غارات في محافظة إدلب بشمال البلاد، كما داهمت قوات الجيش والأمن حي الخالدية في مدينة حمص بوسط البلاد. وقال نشطاء، إن قوات الأسد قتلت 34 شخصا، منهم أربعة أطفال يوم الجمعة في حمص ودرعا، اللتين بدأت فيهما الانتفاضة الشعبية في مارس وفي ضواحي دمشق ومدينة تدمر الصحراوية القديمة. وطردت سوريا معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الاضطرابات، الأمر الذي يصعب معه التحقق من الأحداث.