أثار خبر "مذكرات حسني مبارك" ردود فعل متباينة. فبعد أن نشرت "روز اليوسف" اليومية علي صفحتها الأولي تناوله المعلقون في شبكات التليفزيون العالمية. حيث أشارت دون ذكر الاسم إلي دار النشر التي تعاقدت مع الرئيس المخلوع أثناء إقامته في شرم الشيخ عن طريق أحد المقربين منه.. واعتبر البعض الخبر دليلاً علي حسن معاملة الرئيس السابق أثناء وجوده في الحبس. ومن الأنباء التي تسربت أن دار النشر أمريكية.. وأن دار نشر أخري إنجليزية حاولت مع مذكرات "سوزان". ولكنها اعتذرت لانشغالها بزوجها وأحوالها. ووعدت بأن تكتبها عندما تنتهي الأزمة. كل ما عرف أن كتاب "مبارك" لن يمس تفاصيل من شأنها التأثير علي سير محاكمته.. ولو أنه لن يصدر إلا بعد فترة من الزمن تكون الأمور فيها قد اتضحت. سوف تساعده زوجته.. ويزوده بالصور الخاصة التي يحتفظ بها. يتردد أن صحفياً كان رئيساً لمؤسسة صحفية قومية قد بدأ فعلاً في وضع أبواب الكتاب. وجمع مادته وترتيبها.. ثم ترجمتها. فواضح أنها سوف تصدر باللغة الإنجليزية. سرعان ما ضرب البعض أخماساً في أسداس وقالوا إن الصحفي هو "إبراهيم نافع" ولو أن إمكانياته وظروفه تحول دون ذلك.. فقالوا: "سمير رجب" الذي كان مقرباً منه يعين وزراء ويعقد اجتماع مجلس الوزراء في "الجمهورية" بشهادة رئيس تحريرها الحالي "محمود نافع".. وقالوا أيضاً "مكرم محمد أحمد" الذي كتب للرئيس بعض خطبه. وكان قريباً من نظامه. تصور عدد من المحللين أن إصدار تلك المذكرات وسيلة ضغط سياسية وأسلوب تهديد لبعض الكبار الذين تصور الرئيس السابق أنهم تخلوا عنه. ربما جاء هذا التفكير من حرب المذكرات التي حاول البعض نشرها وتسرب أمرها فأدت إلي نهاية أليمة لأصحابها.. قالوا إن "أشرف مروان" قتل في لندن بسبب مذكرات خطيرة يعدها للنشر.. ومن قبله تردد أن سبب التخلص من سعاد حسني في لندن أيضاً مذكراتها التي بدأت فعلاً كتابتها بمساعدة صحفي مصري كان يقيم في لندن.. وقد أعيد فتح التحقيق! والفكرة لم تكن بعيدة عن أفلام السينما. حيث تعرض "عمر الشريف" في فيلم "أيوب" لمطاردات عنيفة عندما قرر كرجل أعمال في الفيلم أن يكتب مذكراته. وقتل فعلاً "هشام عبدالحميد" سكرتير "أحمد زكي" في فيلم "معالي الوزير" الذي عرف الكثير وقرر أن ينشر مذكراته. و"نبيلة عبيد" في فيلم "الراقصة والسياسي" التي صممت علي فضح الأسرار وعلاقتها برجل الأمن "صلاح قابيل" من بداية تقديمها للسياسيين العرب. وحتي أصبح نجماً لامعاً في سماء السياسة. تستطيع مذكرات "حسني مبارك" أن تكون تذكيراً بماضيه ودفاعاً عن أعماله وتبريراً لجرائمه. فتكون كتاباً له قيمة.. أما إذا تحول إلي نشر فضائح وحكايات خاصة جداً في السياسة أو غيرها. فإنها تصبح مذكرات لا قيمة لها هذا إذا نشرت ولم تبق سلاح تهديد. ولأن الناس علي دين ملوكهم. فقد تداعب الفكرة خيال رجال الرئيس فتنهال المذكرات علي رءوسنا.. بأكاذيبها!! لو أن "أسامة الباز" يكتب متطهراً. و"أنيس منصور" مراقباً و"مصطفي الفقي" مشاركاً وكل من يملك الحقيقة ويجرؤ علي نشر بعضها!! محمد العزبي *نقلا عن صحيفة "الجمهورية" المصرية