وصل وفد رفيع من "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى القاهرة الثلاثاء، يضم أيضًا كلاً من موسى أبو مرزوق، وسامي خاطر، ونزار عوض الله، ومحمد نصر، لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين حول العديد من القضايا وتطورات القضية الفلسطينية وملف المصالحة والعلاقات الثنائية. وذكرت مصادر فلسطينية بالقاهرة، أن مشعل يشارك في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر بين "حماس" وإسرائيل من أجل التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى يتم بموجبه إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز بقطاع غزة مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية. يأتي ذلك بعد أن استأنفت القاهرة وساطتها بين إسرائيل و"حماس" خلال الفترة الماضية. وتأتي مشاركة مشعل في المفاوضات لحسم عدد من القضايا، منها مصير حوالي 150 من الأسرى الفلسطينيين، الذين تتمسك إسرائيل برفض وجودهم بالضفة الغربية، وترحيلهم إلى قطاع غزة أو أي من الدول العربية. وقالت المصادر إن مصير عدد من الأسري "الاستراتيجيين" لا يزال محل جدل كبير حيث لا تزال إسرائيل تتحفظ عن الإفراج عنهم، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، مع تمسك إسراييل بموقفها حيالهم. كذلك تتمسك "حماس" بضرورة إطلاق إسرائيل عدد من الأسرى المقدسيين ومن "عرب 48"، الأمر الذي أبدت إسرائيل عدم ممانعته له وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أشارت إلى أن "المفاوضات السرية للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الأسرى وصلت لمرحلة متقدمة"، لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وافق على مطالب حماس". وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو لجأ الى محاولة حث الاتفاق حول التبادل من أجل التخلص من الغضب العارم في الشارع الإسرائيلي ضد سياساته الاقتصادية وضائقة السكن حيث أن الافراج عن شاليط يأتي على رأس أولوياته. من جانبه، أكد إبراهيم الدراوى مدمر حركة الدراسات الفلسطينية في القاهرة ل "المصريون" أن إسرائيل مستعدة لتقديم "تنازلات" من أجل إتمام الصفقة، بعد أن تحول شاليط إلى طوق نجاة لنتنياهو للخروج من حالة الانسداد السياسي التي يعاني منها حاليا في إسرائيل، مع استمرار الاحتجاجات الاجتماعية. وأعرب عن توقعه بأن الجهود المصرية وحضور خالد مشعل قد تسهم في تذليل الخلافات حول قضايا لاسيما أن "حماس" مهتمة جدا بإنهاء مأساة أكبر من 8500 أسير فلسطيني قد يفتح إبرام صفقة شاليط الباب أمام تحريرهم.