سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نبيل العربي يقدم "كشف حساب" 2014 عربًيا
تعديل مرتقب لميثاق جامعة الدول العربية.. ودعم كامل لمشروع الدولة الفلسطينية.. العام المقبل يشهد نهاية الأزمة السورية وكل العرب في مواجهة "داعش"
أعلن د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية عن بدء التحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة في دورتها السادسة والعشرين التي تعقد في مصر مارس المقبل. وأكد العربي على أهمية القمة التي تأتي في ظل متغيرات كبيرة تشهدها المنطقة، موضحا أهمية تنقية الأجواء العربية، مثمنا جهود خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "رئيس القمة الخليجية في تحقيق المصالحة المصرية القطرية". وقال العربي أن الجامعة العربية تابعت بارتياح الخطوات التي تتخذها قطر تجاه المصالحة، ومنها اغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، معربا عن امله في اتخاذ الدوحة إجراءات أخرى، مشيرا إلى أنه لمس خلال مشاركته في القمة الخليجية الأخيرة بالدوحة توجها جديدا لتنقية الأجواء. وأضاف العربي في مؤتمر صحفي عقده بالجامعة العربية لاستعراض حصاد العام 2014 عربيا، أن القمة العربية المقبلة تناقش العديد من الملفات المهمة وفي صدارتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في اليمن وليبيا إضافة لملف تطوير الجامعة العربية. وكشف الأمين العام للجامعة العربية أنه في إطار التحضير لقمة مصر خصصت الجامعة لجنة برئاسة نائب الأمين العام أحمد بن حلي لإعداد ملفات القمة وإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة المصرية. وحذر الأمين العام للجامعة العربية مجددا خلال المؤتمر الصحفي من تنامي إرهاب تنظيم داعش، موضحا أهمية القرار التاريخي الصادر عن مجلس الوزاري للجامعة في 7 سبتمبر الماضي بشأن صيانة الأمن القومي العربي ومافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ الدين الإسلامي ذريعة لاحتلال الاراضي العربية وتقسيمها. ولفت العربي إلى اجتماعات للخبراء العرب تعقد في 8 يناير المقبل لمناقشة الدراسة التي طلبها وزراء الخارجية العرب لصيانة الأمن القومي العربي وكيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية فكريا وثقافيا واجتماعيا، ورفع هذه الدراسة إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده منتصف يناير. وعلى صعيد القضية الفلسطينية أكد العربي أهمية القرار العربي الذي سيتم التصويت عليه في مجلس الأمن بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، معربا عن أمله أن يأتي هذا التصويت لصالح إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، معتبرًا أن إعلان القيادة الفلسطينية عن طرح مشروع القرار الفلسطيني للتصويت غدا "الإثنين" يعود إلى اعتبارات خاصة بها. مشيرا إلى أن سفراء المجموعة العربية في نيويورك سيجتمعون غدا للنظر في هذه التطورات. و حذر العربي من مخططات إسرائيل لتهويد القدس والقضاء على هويتها وفق خطة لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا واستمرار الاستيطان واعتبر العربي مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، استمرار لسياسة تضييع الوقت، منبها إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة وندد العربي مددا بما حدث من عدوان اجرامي على قطاع غزة الذي يواجه حاليا أوضاعا مأساوية، مع استمرار الحصار الإسرائيلي. ولفت العربي إلى أهمية مؤتمر القاهرة لاعادة اعمار غزة، لكنه انتقد في الوقت ذاته عدم وجود آلية لجمع المليارات التي تعهدت بها الدول المانح، كاشفا عن زيارة لوزير خارجية النرويج للقاهرة 8 يناير المقبل لبحث آليات تنفيذ التعهدات المالية التي حصل عليها مؤتمر القاهرة الدولي لاعادة اعمار غزة وأكد العربي أهمية الخطوات التي شهدها العام 2014 على صعيد المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية رغم ما تواجهه من تحديات، داعيا في الوقت ذاته إلى دعم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمد لله. وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال العربي أن هناك العديد من الأفكار والاتصالات التي اجراها مباشرة مع الجانب الروسي فيما يخص الجهود المبذولة لدفع الحل السياسي في ظل حالة الانهاك التي طالت طرفي النزاع. ولفت العربي إلى اللقاءات التي عقدها مؤخرا مع عدد من اطراف المعارضة السورية في القاهرة لتوحيد مواقفها تمهيدا لاجتماع موسكو ة، معربا عن اعتقاده بأنها خطوة من الممكن أن تؤدي إلى نتائج ملموسة في القريب العاجل. وقال أن ل قرارات الجامعة العربية تتحدث عن حل سلمي وسياسي للأزمة، التي تقترب من عامها الرابع مخلفة دمارا غير مسبوق طال كل شيء، حيث سقط أكثر من 200 ألف قتيل، وما بين 12 -13 مليون مشرد ونازح ولاجيء من اصل 23 مليون نسمة، مايعني أن أكثر من نصف سكان سوريا يعانون من التشرد وهي سابقة غير موجودة في العالم. وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، عبر العربي عن أسفه لتصاعد أعمال العنف والقتال، والتي ادت إلى إلغاء زيارة كانت مقررة له إلى العاصمة الليبية حيث أبلغه وزير الخارجية الليبي في حينها أن مبنى الخارجية كان محاصرا من قبل الميليشيات المسلحة. وقال العربي أن الجامعة العربية تعترف بالشرعية المنتخبة في ليبيا والتي يمثلها البرلمان المنتخب في طبرق، والذي انبثقت عنه الحكومة، وأوضح أن هناك تنسيقا مع مختلف الاطراف المعنية بالصراع في ليبيا خاصة المبعوث الاممي برنارد ليون لدعم جهود بدء الحوار الوطني بين الاطراف المتنازعة ولفت في هذا الإطار إلى أنه طلب تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك فيما يخص الشأن الليبي ومناطق نزاع أخرى لكنه لم يجد استجابة. وفيما يخص الوضع في العراق لفت العربي إلى أن الأوضاع تتحسن في ظل الحكومة الجديدة التي تدعمها الجامعة العربية، كما تدعم مبادرة الرئيس العراقي فؤاد للمصالحة ، في مواجهة التنظيمات الإرهابية وهو الأمر الذي عكسته زيارة الوفد الوزاري برئاسة ممثل رئيس القمة العربية لبغداد في نوفمبر الماضي وتطرق العربي لزيارة الوفد نفسه للصومال في 4 ديسمبر الجاري دعما للحكومة الصومالية في مواجهة الجماعات المتطرفة وشدد العربي على أهمية زياة الرئيس الصومالي شيخ حسن محمود الذي يلتقيه غدا بالقاهرة لبحث تنفيذ التعهدات المالية العربية للحكومة الصومالية ب10 مليون دولار شهريا إضافة إلى بحث إسقاط الديون العربية عن بلاده. وفيما يخص الوضع في اليمن أعلن العربي عن زيارة يتم الترتيب لها لدعم اليمن في مواجهة التحديات الراهنة.
بالنسبة لملف تطوير الجامعة العربية أكد العربي أهمية جهود تطوير ميثاق الجامعة لمواكبة المتغيرات، موضحا أن هناك تقريرا في هذا الإطار سيتم تقديمه للقمة ا المقبلة، معربا عن أمله أن توافق الدول العربية على تعديل بعض نصوصه ليكون أكثر قابليه للعمل في إطار أكثر حداثة. وفيما يخص ملف حقوق الإنسان أكد العربي أهمية المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي جاءت بمبادرة بحرينية واقرتها قمة الكويت الأخيرة، داعيا الدول العربية إلى المصادقة على النظام الأساسي للمحكمة، معتبرا تفعيل المحكمة نقلة نوعية في مجال حقوق الإنسان العربي و برر العربي الانتقادات الموجهة للجامعة ودورها، بأنها مرآة لدولها كما أن ميثاقها لا يسمح بالمهام التي تتطلع اليها الشعوب العربية خاصة إرسال قوات أو التدخل لحفظ السلم والأمن على غرار الأممالمتحدة، وبالتالي لابد من تحديث ميثاقها لمواكبة جملة التحديات الراهنة ونوه العربي لحرص الجامعة على التعاون مع محيطها لاقليمي والدولي في إطار منتديات وتجمعات المصالح، كالمنتدى العربي الهندي والعربي مع دول أمريكا اللاتينية والعربي الروسي.