علمت "المصريون"، أن القاهرة ترعى حاليا جولة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى سيتم بموجبها إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز بقطاع غزة. وكشفت مصادر مطلعة أن جلسة عقدت أمس حاولت إيجاد تسوية لمصير نحو 150 أسيرا إسرائيليا تقول إسرائيل إن "أياديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين" وتتمسك برفض الإفراج عنهم في إطار الصفقة، حيث يمثل هؤلاء العقبة الوحيد أمام التوصل لاتفاق بهذا الشأن خلال المفاوضات الجاري. ويشارك في المفاوضات من الجانب الفلسطيني أحمد الجعبري، القيادي ب "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل "حماس" ومن الجانب الاسرائيلي مدير الدائرة الأمنية والسياسية بوازة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد. وبحسب المصادر، فإن هناك العديد من الخلافات الفرعية تم تجاوزها من أجل إتمام الصفقة حيث وافقت حركة "حماس" على تسليم شاليط لفرنسا التي يحمل جنسيتها أو المانيا التي توسطت في المفاوضات بين الطرفين. ورجحت المصادر ذاتها، إمكانية تحقيق اختراق مهم في المفاوضات في ظل المتاعب التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخليا، واستمرار اعتصامات أسرة شاليط أمام منزله ورغبة "حماس" في الإفراج عن نحو 1200 أسير فلسطيني ستشملهم الصفقة، خاصة وان "حماس" حتي الآن لا تزال تبدي تمسكا بالقوائم المقدمة من جهتها للوسيط المصري منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الدكتور طارق فهمي الخبير بالشئون الاسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ل "المصريون" إن "حماس" لا تبدو مستعدة لتقديم تنازلات فيما يتعلق بأعداد الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، حيث لا تزال مصممة على الإفراج عما تسميهم الأسري الاستراتيجيين، ومنهم أمين سر حركة "فتح" بالضفة الغربية مروان البرغوثي والأمين العام ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، وعدد من قيادات "كتائب عز الدين القسام". مع ذلك أعرب عن اعتقاده بإمكانية حدوث اختراق مهم خلال المفاوضات الجارية في ظل الضغوط الشديدة التي تمارس ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي وتركيز المعارضة الإسرائيلية على استمرار أزمة شاليط، وهو ما يرجح الوصول لاتفاق اذا سارت الأمور في مسارها الطبيعي.