ندد مجلس كلية أصول الدين في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر القاهرة بحملة الهجوم التي يتعرض لها الأزهر في بعض الفضائيات التي وصفها ب "المأجورة". ووصف مجلس الكلية، مهاجمي الأزهر بأنهم "لا يملكون أدنى نصيب من الحيادية والنزاهة وليس في قلبهم مثقال ذرة من الوفاء لوطنهم وأمتهم فضلًا عن دينهم". وقال إنه "يتابع والألم يعتصر قلوب أعضائه تلك الانتقادات الحادة التي يوجهها أصحابها نحو ثوابت الدين وأصوله تارة ونحو رموزه وقياداته تارة أخرى". وأضاف إنه "إذ يتابع هذه المهاترات وتلك الانتقادات - فإنه يسجل بكل قوة وحسم رفضه الشديد ما يحاك لهذه المؤسسة العريقة التي حملت لواء الإسلام منذ ألف عام وخمسين ولا تزال الحارس الواعي لحمى الشريعة الغراء فهي التي تذود عن حياضه وتحمي علومه ومعارفه". واعتبر أن "أصحاب هذه الأصوات يهرفون بما لا يعرفون ويرددون ما يميله عليهم خصوم الإسلام وأعداء الوطن من الصهيونية العالمية والماسونية البغيضة التي تحمل بين جنباتها كل حقد دفين علي الأزهر الشريف وشيوخه لما يرون فيه من سد منيع يحافظ علي هوية الأمة ويعمل علي وحدتها وصيانتها من التفرق والتمزق". ورأى مجلس الكلية أن "ما تقوم به هذه القنوات التي تعد أبواقا لأعداء الأمة والوطن من انتقادات لشيوخ الأزهر ورموزه إنما هي حملة منظمة كردة فعل لما يرى هؤلاء من شموخ علمائه وسطوع شموسهم الباهرة وهبتهم في الدفاع عن ثوابت الدين الحنيف ودفاعهم عن رموز الإسلام الأجلاء من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم وأئمة الإسلام كالبخاري وغيره ممن نالتهم سهوم هؤلاء وسلقتهم ألسنتهم". وشدد المجلس علي وجوب قيام العلماء بالأزهر الشريف بالدفاع عن شيخه الجليل الذي هو بحق شيخ الإسلام وإمام المسلمين بلا منازع وبيان أن جهود هذا الإمام في رأب الصدع ولم الشمل وحماية الوطن والدفاع عن المقدسات الإسلامية ونصرة المظلوم ومد يد العون لكل محتاج في العالم والأقليات المسلمة المضطهدة لهو أمر يعترف به القاصي والداني والعدو والصديق ولا ينكر هذا الجهد الذي يقوم به شيخ الأزهر إلا مكابر أو جاحد. وقال إن "شيخ الأزهر له من التجلة والتوقير في نفوس علمائه مما يحتم عليهم الدفاع عنه بكل ما يملكون، بل لشيخ الأزهر من المكانة المرموقة في سائر نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل له من الاحترام والإجلال عند سائر دول العالم ما لا يخفى علي أحد". وأوصى مجلس الكلية بكل قوة مجلس الجامعة الموقر أن يتخذ موقفًا حاسمًا إزاء هذه "الحملات المسعورة التي تنال من قدسية الأزهر وتنتقص من مكانة رموزه وعلمائه".