أخلي الجناح رقم 309 بالدور الثالث بمستشفى شرم الشيخ، الذي كان محتجزًا فيه الرئيس السابق حسني مبارك منذ أبريل الماضي للعلاج والتحقيق، بعد مغادرته المستشفى الأربعاء الماضي إلى مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة للمثول أمام محكمة جنايات شمال القاهرة، التي أمرت بإيداعه المركز الطبي العالمي على طريق القاهرةالإسماعيلية. وصرح الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى ل "المصريون"، أنه بعد مغادرة مبارك تم تنظيف الجناح ولم يعد مخصصًا للرئيس السابق منذ يوم الأربعاء، ويمكن لأي مصري أو أجنبي أن يخضع للعلاج فيه، إلا أنه لم تتم حتى الآن إجراءات استلام الدور الثالث، والذي يضم عشرة أجنحة كانت جميعها باستثناء جناح مبارك مغلقة طيلة فترة وجوده بالمستشفى. وأكد فتح الله إن إدارة المستشفى عانت طوال فترة إقامة مبارك من الإعلام والتصريحات الصحفية المثيرة التي كانت تمثل ضغطا عليها، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالته الصحية أو شائعة خبر دخوله في غيبوبة، أو وفاته. وأضاف: كنا نستهلك وقتا في الرد على وسائل الإعلام. ونفى مدير مستشفى شرم الشيخ ما أوردته وسائل الإعلام حول تخصيص أربعة أطباء لمرافقة لمبارك من شرم الشيخ إلى أكاديمية الشرطة، وقال إنه تم تخصيص طبيب واحد فقط قام بمرافقة الرئيس السابق الذي نقل بطائرة مجهزة إلى مكان المحاكمة وطوال فترة جلسة المحاكمة التي ظهر فيها وهو يرقد على سرير طبي. وأفاد مصدر طبي بالمستشفى أن المستشفى تكبدت خسائر خلال فترة إقامة مبارك بعد أن رفض الكثيرون دفع مقابل العمليات والعلاج، "عندما ما نتكلم عن الفلوس أهالي المريض يقولوا لما تحاسبوا اللي قاعد فوق"، بالإشارة إلى مبارك. وقال إنه كانت هناك أوامر بعدم إثارة مشاكل حول مصاريف العلاج. ورفض قسم الحسابات بمستشفى شرم الشيخ الإفصاح عن تكلفة إقامة مبارك بالمستشفى. وقال إن "كل شيء يتعلق بمبارك سر ومافيش فاتورة علاج لمبارك، وخرج من مستشفى شرم الشيخ دون أن يدفع مليما واحدا". إلى ذلك، سادت حالة من الهدوء الارتياح معظم العاملين بشرم الشيخ بعد رحيل مبارك. وصرح صالح سالم مدير عام تنشيط السياحة بشرم الشيخ، أن مغادرة الرئيس السابق سيكون لها أثر طيب في زيادة حركة السياحة بالمدينة. واعتبر أن ظهور المحاكمة بشكل جيد وتأمين الرئيس السابق من شرم الشيخ إلى أكاديمية الشرطة يدل على أن مصر دولة مستقرة وأن مؤسساتها قوية وشعبها متحضر. وأكد سالم أن ما حدث رسالة للعالم أجمع على أن مصر بلد حضاري ومستقر، مما سيكون له انعكاس طيب على زيادة الحركة السياحية في مصر وعلى شرم الشيخ بصفة خاصة، مشيرا إلى أن نسبة الإشغالات بالمدينة وصلت 54%، متوقعا ارتفاعها خلال الفترة القادمة وبعد انتهاء شهر رمضان. من جهته، انتقد حسن المصري، مؤسس رحلات السياحة بشرم الشيخ منظومة السياحة في مصر والتي وصفها ب"الفاشلة" لعدم وجود متخصصين في مجال السياحة، وأضاف أن خروج مبارك من شرم الشيخ جاء متأخرا بعد أن تظاهرنا كثيرا لخروجه. بينما أعرب عايد مصلح (سائق) عن سعادته بخروج مبارك من شرم الشيخ، "لأننا خسرنا بسببه كثيرا وجعلنا نستدين، متمنيا أن تشهد الفترة القادمة زيادة حركة السياحة"، وطالب الحكومة بتعويض السائقين عن فترة وجود مبارك لأنهم هم المتسببين في وجوده.