مضى أكثر من ستة أعوام على الاختفاء الغامض للسفير المصري السابق بالعراق إيهاب الشريف، من دون أن يتضح مصيره أو الكشف عن جثته المزعومة، في استمرار لحالة الغموض التي تكتنف الحادثة، خاصة مع إثارة اتهامات للمخابرات الإيرانية بالوقوف وراء العملية، التي زعم وقتذاك أن تنظيم "القاعدة" في العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوي، في الوقت الذي لم تتخذ فيه السلطات المصرية أي إجراء من شأنه أن يبدد حالة الغموض خلال كل هذه السنوات. وكانت الخارجية المصرية أغلقت التحقيق في اغتيال الشريف بإدانة جماعة أبو مصعب الزرقاوي، فيما تحدثت مصادر عن ضلوع المخابرات الإيرانية والسلطات المصرية، الأمر الذي عزته إلى اضطلاعه بلعب دور محوري في العراق على حساب إيران، واستطاعته خلال فترة قصيرة جدا رأب الصدع بين العراقيين السنة بهيئة علماء المسلمين، وأطراف شيعية تحت شعار العروبة. ورفضت إيران التواجد المصري بعد الاحتلال الأمريكي للعراق والإطاحة بنظام صدام حسين وعملت على إنهاء الدور السني في العراق وقامت بإرسال رسالة تهديد لجميع الدول السنية من خلال اغتيال السفير المصري إيهاب الشريف. وكشف المصدر أن قيادات سياسية كبيرة في النظام السابق _لم يسمها _ طالبت بغلق التحقيق واكتفت بتوجيه أصابع الاتهام ل "القاعدة" ووجهت الإعلام المصري لذلك. وكان بيان منسوب لمجموعة أبو مصعب الزرقاوي صدر في 7 يوليو 2005 أعلنت فيه إعدام إيهاب الشريف بعد أن كانت تبنت عملية اختطافه. وقال بيان القاعدة إن" حكم الله تعالى في سفير الكفار سفير مصر، قد نفذ ولله الحمد". وأضاف إن "سفير الكفار هذا أدلى بمعلومات بينت كفر نظامه وموالاته لليهود والنصارى وقد سجلت اعترافاته". لكن مصدرًا بالمخابرات العراقية كشف في أعقابها أن هناك ستة عشر وثيقة وتسجيلا صوتيا موثقا لدى جهاز المخابرات العراقية يفيد بتورط تلك الدولة بشكل مباشر في عملية خطف واغتيال السفير المصري. وقال السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية الأسبق، سفير مصر الأسبق بالعراق، إنه نفى منذ البداية اغتيال السفير إيهاب الشريف أو أن تكون "القاعدة" ضالعة في اغتياله لأن القاعدة ليس لها مبرر في اغتياله لاعتبارات كثيرة، أولها إننا لم نفهم كلمة "المرتد" التي وصفوا بها الدكتور الشريف فهو معروف بتدينه. بالإضافة – والكلام له – كان الرجل محترفًا بمعنى أنه لا يختار موقعة فهو مكلف بالتواجد للعمل في هذا الموقع ولم يتطوع للقيام بهذه المهمة وحتى إذا كان رغب في العمل ضمن البعثة الدبلوماسية بالعراق فكان يهدف لخدمة الشعبين المصري والعراقي. وقال إن العراق وقتها كان ساحة واسعة للعديد من أجهزة الاستخبارات وخاصة المخابرات الإيرانية التي أرادت السيطرة والهيمنة على العراق وإزاحة الطائفة السنية من العراق، كما كان العراق وقتها يمر بظروف استثنائية. وأضاف: كان يفترض من الحكومة العراقية معززة بالقوى الأجنبية، التي تحتل العراق أن تولى عناية أكبر بتأمين الدبلوماسيين لديها، لكن العراقيين وقتها كان غير قادرين على حماية أنفسهم، وأغلب القيادات العراقية والأمريكية تقيم في المنطقة الخضراء تاركة العراق لمصيره.