ذكر تقرير نشرته شبكة "فوكس نيوز"، الأمريكية، عن وزير الدفاع الأمريكي الجديد أشتون كارتر، موضحًا أنه سيكون رابع وزير دفاع خلال 6 سنوات تحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو التطور الذي يأتي بعد أقل من أسبوعين من تقديم هيجل استقالته تحت ضغوط من البيت الأبيض بعد أقل من سنتين على توليه المنصب. وعمل كارتر مساعدا لوزير الدفاع في الفترة ما بين أكتوبر 2011 وحتى ديسمبر 2013، ولديه خبرة شاملة على صعيد الأمن الوطني وعمل في منصب الرئيس التنفيذي لعمليات الجيش الأمريكي، وشغل قبل ذلك منصب خبير التكنولوجيا وشراء الأسلحة في البنتاجون لأكثر من عامين. وخلال فترة رئاسة بيل كلينتون، عمل كارتر مساعدا لوزير الدفاع لشؤون السياسة الأمنية الدولية، وقبل شغله لذلك المنصب، كان يعمل مديرا لمركز العلوم والشؤون الدولية بكلية جون كينيدي في جامعة هارفارد ولديه درجة البكالوريوس في الفيزياء وتاريخ العصور الوسطى من جامعة ييل وحصل على الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة أوكسفورد. وفي دوائر الأمن القومي، يرتبط اسم كارتر ووزير الدفاع وليام بيري بمصطلح اشتهر في تسعينيات القرن الماضي، وهو "الدفاع الوقائي" وكانت الفكرة الأساسية لذلك المصطلح هي نجاح الولاياتالمتحدة في منع التهديدات الأمنية الأساسية، في أعقاب الحرب الباردة، باستخدام الدبلوماسية الدفاعية عن طريق تعزيز وتقوية الشراكة الأمنية مع الصين وروسيا وآخرين. وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن كارتر يقف على النقيض تماما لسلفه هيجل، الذي كان سلبيا وقدم استقالته تحت ضغوط، لكنه يتشابه إلى حد كبير مع وزير الدفاع الأسبق روبرت جيتس، حيث ظل كارتر على اتصال عن كثب مع جيتس واهتم كثيرا بقراءة كتاب "الواجب" الذي ألفه جيتس وتحدث خلاله منتقدا العمل مع أوباما. ويصفه زملاءه بأنه غير صبور، وفي بعض الأحيان حاد وصارم، ففي العديد من جلسات الاستماع داخل الكونجرس، عندما كان كارتر يدلي بشهادته أمام القادة العسكريين وحتى رؤساءه، كان في بعض الأوقات يجيب على أسئلة لم توجه إليه، ليؤكد على وصول وجهة نظره للجميع. أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فأشارت إلى أن كارتر، الفيزيائي البالغ من العمر 60 عاما، لم يسبق له أن عمل في الجيش لكن ما يؤهله لشغل المنصب هو خبرته الواسعة بالبنتاجون .. فقد عينه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في عام 1993 كمساعد لوزارة الدفاع للإشراف على سياسات الأسلحة النووية والعلاقات العسكرية مع دول الاتحاد السوفيتي، وهو المنصب الذي عمل به لمدة 3 أعوام. وأدار كارتر التخطيط العسكري أثناء الأزمة التي جاءت على خلفية البرنامج النووي لكوريا الشمالية عام 1994، حيث ينسب له الفضل في إزالة الأسلحة النووية من أراضي أوكرانيا وكازاخستان وبيلاروسيا فضلا عن إدارته لإقامة علاقات دفاعية واستخباراتية مع دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد انتهاء الحرب الباردة ومشاركته أيضا في المفاوضات التي أدت لنشر القوات الروسية كجزء من قوة تنفيذ خطة السلام بالبوسنة. وعمل كارتر أيضا في لجنة الأكاديمية الوطنية للعلوم وتكنولوجيا مكافحة الإرهاب وأشرف على تشكيل وزارة الأمن الداخلي فضلا عن مشاركته في تأليف وتحرير 11 كتابا عن الأسلحة وأنظمة الدفاع الصاروخية والتقنيات العسكرية ونزع الأسلحة النووية والدفاع الوقائي.