رجحت مصادر سياسية مطلعة إمكانية حدوث حوار مباشر بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد أن قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبريت توصيات إلى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس ومساعدتها إليزابيث تشيني تطالب فيها بضرورة دخول واشنطن في حوار مباشر مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعديد من القيادات الإسلامية الصاعدة في بلدان العالم العربي خصوصا بعد صعود الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر والنتائج التي أهلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للفوز بأغلبية كبيرة في المجلس التشريعي الفلسطيني. وأشارت المصادر إلى أن تيارا واسعا داخل إدارة بوش يرى أن عدم دخول واشنطن في حوار مباشر مع التيارات الإسلامية سيضر بمصالح واشنطن في المنطقة ويجعلها عرضة لمفاجآت غير سارة في المستقبل. ولم تستبعد المصادر أن يكون هذا الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين بمثابة " إجراء عقابي " ضد النظام الحاكم بعد أن اتسعت هوة الخلافات بينه وبين إدارة بوش حول عدد من الملفات منها إرسال قوات مصرية إلى العراق ورفض مصر الانخراط في الموقف الأمريكي المطالب بعزل حركة حماس . وكانت إشارات عديدة قد خرجت من واشنطن عقب زيارة رايس الأخيرة للمنطقة ترحب بإجراء حوار مع جماعة الإخوان المسلمين لاستطلاع رأيها في العديد من القضايا منها الموقف من عملية التسوية وإسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة كما تسعى واشنطن من خلال الحوار مع الإخوان للتأثير على مواقف حماس في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع الإخوان بحماس ، خاصة بعد أن فشلت واشنطن في حشد دعم عربي رسمي للضغط على الحركة. من جانبه ، نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين إمكانية حدوث حوار مع الإدارة الأمريكية لا الآن ولا مستقبلا إلا إذا كان هذا بإذن من وزارة الخارجية ومشاركة مندوب حكومي في هذا الحوار ، مضيفا " نحن كجماعة إخوان مسلمين نتصرف بمسئولية ولا نرغب في الظهور كأننا دولة داخل الدولة ". وأشار حبيب إلى أن موقف الجماعة ثابت من الحوار مع جهات رسمية حتى لو كان الأمريكان ، مرحبا في الوقت نفسه بإمكانية دخول الجماعة حوارات مع جهات أمريكية غير رسمية مثل مراكز الدراسات وجهات الإعلام.