في إطار المساعي الأمريكية لفرض هيمنتها على مصر تستعد إليزابيث تشيني مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية والمسئولة عن صندوق دعم الديمقراطية للقيام بزيارة لمصر في الأيام القليلة القادمة وذلك لاستكمال الأهداف التي حققتها زيارة رايس للقاهرة في الأسبوع قبل الماضي. ونقل عن مصادر دبلوماسية غربية أن الهدف الأول للزيارة هو ممارسة ضغوط على النظام المصري لهيكلة أوضاعه والتحول إلى النظام البرلماني الذي يعطي سلطات أوسع لرئيس الوزراء ويقلل من النفوذ الهائل لمؤسسة الرئاسة في الحياة السياسية كما ستطالب إليزابيث من النظام تخفيف قبضة الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية مقابل السماح للقضاء بالإشراف الكامل على انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة وعدم تكرار التجاوزات التي حدثت في الانتخابات السابقة في مصر ، وما حدث يوم 25 مايو الماضي . وأضافت المصادر أن تشيني ستضغط على النظام لتطهير صفوفه من بعض عناصر الحرس القديم والتي لا تحظى بشعبية في أوساط الجماهير مثل صفوت الشريف وسرور وكمال الشاذلي وكذلك ستطالب مبارك بضرورة تعيين نائب مدني له يحظى بالقبول مع توسيع صلاحياته في الملفات السياسية وعملية السلام في المنطقة والإصلاح وإبعاد العسكر عن هذا المنصب في الفترة القادمة. وعلمت "المصريون" أن إليزابيث ستنقل للنظام المصري تأكيدات أمريكية بعدم إجراء واشنطن لأي اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين احتراما للدستور المصري الذي يحظر وجود تيارات أو أحزاب ذات صبغة دينية مقابل تنفيذ المطالب الأمريكية. كما أنها ستعقد لقاءات مع شخصيات مصرية مطالبة بالإصلاح وستبلغهم بزيادة المساعدات الأمريكية المخصصة لمنظمات المجتمع المدني مع وعود باستمرار الضغوط الأمريكية على النظام للمطالبة بتبني إصلاحات حقيقية لتعويضهم عن موافقة أمريكا على استمرار النظام في السلطة لست سنوات قادمة . وستناقش إليزابيث تشيني خلال زيارتها أيضا حسب المصادر ضرورة تنفيذ الوعود التي قطعتها الحكومة المصرية على نفسها خصوصا الامتيازات التي ستمنحها الحكومة المصرية للشركات الأمريكية في المناقصات والمشروعات الكبرى في قطاعي البترول والاتصالات.