تسببت تغريدات متعددة ومتضاربة على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» في نشر حالة من الفوضى في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وفي أروقة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أيضاً في آن واحد، وذلك بعد أن تضاربت الأنباء طوال الأيام الماضية حول مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وأورد عدد من الحسابات على «تويتر» من التي عادة ما تنشر أخبار «داعش» نبأ مقتل أبو بكر البغدادي، قبل أن تتراجع حسابات داعشية أخرى عن الخبر وتنفي النبأ جملة وتفصيلاً، في الوقت الذي كانت طائرات أمريكية قد استهدفت اجتماعاً أو موكباً للتنظيم بالفعل أدى الى مقتل عدد من عناصر وقيادات التنظيم، إلا أن «البنتاغون» والسلطات العراقية لم يتمكنا من تأكيد نبأ قتل البغدادي نفسه في الغارة التي استهدفت موقعاً في مدينة الموصل، عاصمة دولة «داعش». وفي الوقت الذي يلاحق فيه موقع «تويتر» الحسابات العائدة لتنظيم «داعش» ويلغي الكثير منها بين الحين والآخر، بمجرد اكتشاف أي منها، فان حسابات جديدة تظهر كل يوم، وهو ما منح التنظيم أيضاً قدرة على نشر الأخبار ونقيضها، أو نشر الأخبار ومن ثم التراجع عنها، حيث يشيع مؤيدو التنظيم أن بعض الحسابات قد تمت سرقتها أو إلغاؤها، بما في ذلك حسابات لقيادات في التنظيم كان طوال الفترة الماضية مصدراً مهماً للأخبار بالنسبة للصحافيين. ويقول متابعون على الانترنت أن الناشطين الإعلاميين التابعين لتنظيم «داعش» يؤسسون عشرات الحسابات يومياً على «تويتر» و»فيسبوك» ويقومون بنشر العديد من الأخبار، فضلاً عن أن الكثير من الحسابات تنشر أخباراً ثم تتراجع عنها لاحقاً، فيما يزعم بعض أصحاب الحسابات انها تعرضت للسرقة أو أن إدارة الشركة قامت بالغاء الحساب أو تجميده في إطار الحرب التي يواجهها تنظيم «داعش» على الانترنت. وقال صحافي عربي متخصص في رصد شبكات التواصل الاجتماعي إن لدى «داعش» إستراتيجية متعمدة تقوم على «نشر الأخبار ونقيضها من أجل بث الفوضى لدى الطرف الآخر وخلط الأوراق» مشيراً الى أنه رصد حالات عديدة يقوم فيها حساب ما تابع ل»داعش» بنشر خبر ما، ومن ثم يقوم بحذف التغريدة عن الحساب ومسحها نهائياً بعد أن يكون الخبر قد انتشر، ليتم نشر النقيض لهذا الخبر بعد أيام قليلة.وفق القدس العربى وبحسب الصحافي الذي يعمل لحساب إحدى أكبر القنوات الفضائية الإخبارية فانه يقوم بتصوير التغريدات فور نشرها على الحسابات الداعشية المعتمدة، لتظل دليلاً بين يديه على النشر، وفي كثير من الحالات يقوم الناشط الداعشي بمسح التغريدة لينشر خبراً مضاداً لها بعد أيام، وأحياناً بعد ساعات قليلة.