قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن "إسرائيل ملتزمة بالوضع القائم بالقدس"، مؤكدا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن قلقه لأحداث العنف التي تعرض لها الاسرائيليون من دهس وطعن على أيدي فلسطينيين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة عقد بالعاصمة الأردنيةعمان مساء اليوم، أكد كيري على أن الإسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكدا على التزامهما بالعمل على إعادة الهدوء ومنع التحريض والعنف. واعتبر كيري أن التغيير بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتم بين "ليلة وضحاها"، مشيرا إلى ضرورة تطبيق القرارات والالتزامات بين الطرفين بالحكمة والتدرج. وأكد كيري على أن نتنياهو شدد على التزام بلاده احترام الوصاية الأردنية على المقدسات والتي تضمنها معاهدة السلام الاسرائيلية، بالإضافة إلى اتفاق الوصاية الموقع بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعباس. وأوضح أن اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين في عمان بالإضافة إلى لقاء عباس وخصوصا الاجتماع الثلاثي تخللها مناقشة للخطوات التي يجب اتخاذها من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتخفيف حدة التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات، ومواجهة الاضطرابات الجارية بالقدس. وعن مواجهة الإرهاب في المنطقة، قال كيري إنه بحث مع المسؤولين في الأردن والاسرائيليين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التصدي للإرهاب الدائر في المنطقة. وأكد كيري على أن بلاده التي تقود الحلف الدولي لمحاربة "داعش"، ستعمل على تجفيف موارد التنظيم وتقليص المساحات التي يسيطر عليها، بالإضافة إلى مساعدة من تأذى من هذه التنظيمات. وأشار كيري إلى أن بلاده نفذت العديد من الغارات على التنظيم في العراق وحققت تقدما وانتصارات على التنظيم، مستدركا بالقول : "لكن الحرب على داعش لن تكون قصيرة المدى كما يعتقد البعض". ولفت إلى أن الدول التي شاركت بالحلف بعضها يقدم السلاح لمحاربة التنظيم وبعضها يقدم المعلومات والمساعدات اللوجستية بالإضافة المساعدات الاغاثية للمتضررين من داعش. كما تحدث كيري عن المفاوضات التي أجراها في سلطنة عُمان مع الإيرانيين حول الملف النووي، مبينا أن بلاده لها مخاوف مشروعة من هذا المشروع. وقال كيري : "سافرت لعُمان لأننا نحاول التأكد من عدم حصول إيران على أسلحة نووية"، متسائلا : "هل ستختار إيران المسار الذي تريده الولاياتالمتحدة بالمفاوضات وتقدم التطمينات بأن يكون مشروعها سلميا". من جهته، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إن القدس لها مكانة خاصة لدى الأردنيين وهذا بدى جليا من خلال اتصالات ولقاءات الملك عبدالله لبحث آخر التطورات بالقدس. وأضاف جودة : "الملك وضع كيري بصورة الموقف الأردني من الانتهاكات الإسرائيلية بالمقدسات وضرورة وقفها وعدم المساس بالوضع القائم". وأكد على أن الأردن عندما استدعى سفيره في تل أبيب، وليد عبيدات، أراد إيصال رسالة مفادها "كفى" للاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات. وأشار الى أن المباحثات تخللها استعراض للملف السوري، حيث أكد الأردن وأمريكا التزامها بضرورة ايجاد السبل لحل سياسي على اعتبار أنه سينهي العنف والتفكك بالمنطقة. كما بين أن الملك عبدالله أكد أن المعركة على الإرهاب هي معركة بلاده ومعركة الإسلام المعتدل ضد التطرف أيا كان مصدره.