قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الإعلام المصري قام بنشر فيديو يحث المصريين على عدم التحدث في أي محادثات تخص الأمن القومي المصري في الأماكن العامة؛ "حيث يستخدمها العملاء للدول الأجنبية التي تهدف إلى اختراق معلومات عن مصر كي يتم استخدامها ضد مصر". وأضافت إن الإعلان مازال صداه في المجتمع بعد أن تم عرضه على القنوات المصرية المحلية والخاصة وتم توقف بثه في يونيو 2012، إذ تم اعتقال الصحفي الفرنسي آلان جريش ومصريين اثنين كانا معه من قِبل قوات الأمن، بعد أن أبلغ أحد المواطنين عن سماعه لهم يتحدثون عن السياسة المصرية في مقهى وقدم بلاغًا لقوات الأمن. وحسبما ذكر جريش، الصحفي بجريدة "لموند" الفرنسية، والذي يتابع أحداث الشرق الأوسط شهريًا في الجريدة، فإنه و"أثناء جلوسه مع الصحفية سارة خورشيد وشقيقتها في أحد المقاهي في جاردن سيتي، وهى إحدى المناطق التي يوجد بها تمركز للسفارات الأجنبية في مصر، كانت هناك سيدة مصرية تجلس بجوارنا سمعت ما نتحدث به في السياسة باللغة العربية والإنجليزية مع كاتبٍ مصري، صرخت في وجههم قائلةً: "إنتوا عاوزين تدمروا البلد!". وبعد أن غادرت محل "لابوار" قامت بإبلاغ الشرطة بما حدث، جاءت الشرطة على الفور وألقت القبض على جريش وسارة خورشيد، وشقيقتها ريم وهي طالبة لمدة ساعتين قبل إطلاق سراحهم. وقال جريش في تصريحات صحفية، إن مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان قام بالاعتذار لهم على سوء الفهم، مؤكدًا أن الحادث كان مقلقًا. وتابع "المثير للقلق ليس أن الشرطة استوقفتنا بل أن مواطنة "عادية" تفقد أعصابها وتصرخ في وجهنا وتتهمنا بتدمير مصر وتقوم بإبلاغ الشرطة بسبب محادثة دارت بيننا عن السياسة". وقامت سارة خورشيد وشقيقتها ريم بتوضيح الأمر عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ حيث قالت الأولى في تغريدةٍ لها على حسابها تقول فيها "لكل زملائي تجنبوا الذهاب إلى فرع لابوار في جاردن سيتي ولكن... تجنبه المواطنين أيضاً". وفي سياقٍ آخر، غردت ريم على الطريقة العشوائية التي قامت بها الشرطة في التعامل معهم وفي القبض عليهم. وبرر الكثير من المدونين بأن هذا التضييق على حرية الرأي في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرًا للدفاع في عهد محمد مرسي والذي من المفترض أنه تمت إطاحته بعد أن احتشد الشعب المصري. وقال الناشط السياسي، حسام الحملاوي، في تدوينةٍ له إنه منذ ثورة 25 يناير 2011 أصبح عمل الصحفيين الأجانب في مصر صعب وسط جو هستيري من كراهية للأجانب. ولم يهدأ النشطاء عند هذا الحد بل بعد حادثة القبض على طالب في كلية الهندسة بحوزته رواية 1984 والتي تتحدث عن الدول العسكرية ومدى القمع فيها بل قال أحد النشطاء في تغريدة له على تويتر "ما حدث ل"إلين جريش" و"ريم خورشيد" و"سارة خورشيد" هو تماماً كلمحة مما يحدث في دولة 1984 وشكراً للإعلام المحرض". وتطرق الكثيرون في تدويناتهم إلى مقالة الكاتب، بلال فضل، والتي تضمنت أن مصر أصبحت دولة "البصاصين"، وكل أصبح يبلغ عن جاره أو صديقه للشرطة. http://mobile.nytimes.com/2014/11/13/world/middleeast/journalists-detained-for-talking-politics-in-cairo-cafe.html?referrer&_r=0 شاهد الفيديو :