كشف إسماعيل الاسكندراني - الصحفي والناشط الحقوقي - تفاصيل ما حدث للكاتب الصحفي آلان جريش - رئيس تحرير لوموند دبلوماتيك - الفرنسية . وقال الاسكندراني في تدوينة : بخصوص ما حدث لرئيس تحرير جريدة لوموند ديبلوماتيك، آلان جريش، المصري الأصل الذي يزور القاهرة لمدة أسبوع: - جلس جريش مع صحفية بالشروق وطالبة جامعية في كافيتيريا حلواني "لابوار" المواجهة للسفارة البريطانية، وتبادلا أطراف الحديث بالعربية والإنجليزية عن الأحوال في مصر. وبعد نصف ساعة، قامت زبونة كانت تجلس بجوارهم وصرخت فيهم أنهم يريدون تخريب البلد. - خرجت السيدة التي يصفها جريش بلكنته الخواجاتي بأنها "upper class Foloul" وأبلغت قوات الشرطة الرابضة في محيط السفارتين البريطانية والأمريكية، فانتظروهم حتى خرجوا وتم توقيفهم. - بعد نصف ساعة من الأسئلة والاستجواب، أعادوا له جواز السفر وأخبروه بإمكانية انصرافه، على عكس الفتاتين. فأصرّ على عدم الانصراف إلا معهما، فأعادوا سحب جواز سفره. - بعد اتصالات مكثفة مع السفارة الفرنسية ونقابة الصحفيين، وبعد أسئلة مكررة سخيفة، تدخلت تعليمات عليا وتم صرف ثلاثتهم. وأضاف: عاد إلى فندقه مرهقاً، ونام قليلاً، ثم استقبل مكالمة هاتفية في الفندق حوالي الساعة 6، وأخبره المتصل أن سيارة ستأتي لاصطحابه إلى وزارة الداخلية لتقديم الاعتذار. - جلست في انتظاره بحسب موعدنا، فأرسل رسالة نصية إلى هاتفي يخبرني أنه في مأزق وأنه يجري اقتياده إلى وزارة الداخلية. - أجريت اتصالات سريعة بالزملاء الصحفيين في عدة مؤسسات، وأكدت أن تقييد حريته واقتياده بدون إرادة حرة منه إلى الوزارة لا يمكن تسويغه بالرغبة في الاعتذار، وأن الذي يريد أن يعتذر يمكنه إجراء مكالمة، أو من اللياقة أن يذهب إلى من تم الخطأ في حقه، لا أن يقتاده إلى مكتبه. - خرج آلان بعد قليل وأتى إلى مكان موعدنا حاملاً درع من وزارة الداخلية وبعض المطبوعات التي أهداها له المسؤول عن قسم حقوق الإنسان في الوزارة، الذي أراد توظيف الموقف في الترويج لازدهار حقوق الإنسان في وزارة المذابح. - وضع جريش الدرع والمطبوعات على الأرض وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث، فحكى عن تفاصيل يومه، وأبدى انزعاجه الشديد من ظاهرة المواطنين الشرفاء، الذين يراهم أخطر من أي قمع بوليسي نظامي.