استقبل العاملون بوزارة الدولة للآثار، الإطاحة بالوزير الدكتور زاهي حواس في التعديل الوزاري الجديد واختيار الدكتور عبد الفتاح البنا أمس الأول لخلافته، بحالة من الغضب الشديد عمت أرجاء قطاعات الوزارة، انتهت بإعلان الأخير اعتذاره عن عدم قبوله التكليف بتولي المنصب. وكان العاملون بالوزارة أعلنوا الإضراب عن العمل، ونظموا مسيرة صباح أمس إلى مجلس الوزراء، رفعوا خلالها الشعارات المنددة باختيار البنا، وهتفوا قائلين: "يادي الوكسة يادي العار جابوا البنا للآثار"، "لا نريد بلطجي وزيرا للآثار". والتقى وفد منهم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، ضم كلاً من الدكتور محمد عبد المقصود والدكتور عطية رضوان رئيس قطاع المتاحف، والدكتور مختار الكسباني، لإبلاغه رفض العاملين بقطاعات الوزارة تعيين البنا لكونه غير أثري وتشكيل لجنة من الحكماء الأثريين عند اختيار أي وزير للآثار. وقال الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الأمانة العامة للآثار بعد اجتماعه مع شرف ل "المصريون"، إن رئيس الوزراء استجاب لمطالب الأثريين المحتجين، معبرا عن سعادته باستجابته ورفض تعيين البنا وزيرا. وأضاف أن اللجنة الدائمة للآثار المشكلة من الأثريين سوف تجتمع مساء اليوم لتقديم قائمة بالمرشحين لرئيس الوزراء، موضحا أنهم سوف يرفضون اختيار أي شخص من خارجهم لتولى منصب الوزير لأن هناك كفاءات كبيرة تصلح للمنصب. وأعلن السفير محمد حجازي مستشار رئيس الوزراء للشئون الخارجية والمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن الدكتور عبد الفتاح سعيد البنا اعتذر عن عدم ترشيحه لتولى مهام وزارة الدولة للآثار. ويأتي ذلك بعد أن أعلن البنا في وقت سابق أنه سيحلف اليمين، ولا صحة مطلقا لتراجع شرف عن تعيينه، بينما يؤكد وفد الأثريين أنه حصل على تعهد من رئيس الوزراء بالتراجع عن ترشيحه. وعلق عبد المقصود قائلا: "يقول زى ما يقول لكن شرف وعدنا بتراجعه عن قرار تعيينه وننتظر اجتماع اللجنة الدائمة للآثار للخروج بقرارات حاسمة بشان وضع الوزارة ومطالب بإلغائها وعودتها كمجلس أعلى للآثار وتباع لمجلس الوزراء". وقال الدكتور طارق العوضي مدير المتحف المصري، إنه يشعر بارتياح كبير بعد تراجع شرف عن اختيار البنا، استجابة لمطالب الأثريين قبل أن يقدموا على تقديم استقالات جماعية من مناصبهم إذا أصر على تعيينه، لأنه ليس أثريت ولكنه مرمم ولابد أن يتم اختيار أثري لتولى المنصب. وكان الإعلان عن اختيار البنا قوبل تعيين بغضب شديد في كل قطاعات الوزارة، ووصل الأمر إلى التهديد بتقديم استقالة جماعية من مجلس إدارة متحف الفن الإسلامي فور سماعهم النبأ وتنظيم إضراب عام. في المقابل، قابل الأثريون العاملون بالأقصر بفرحة كبيرة خبر إبعاد زاهي حواس عن منصبه، في الوقت الذي كان في طريقه لتفقد طريق الكباش استعدادًا لافتتاحه، إلا أنه فور علمه باستبعاده قام بتأجيل زيارته ثم ألغاها تماما. واتهم أثريو الأقصر، الوزير المقال بتحويل الأثري المصري إلى مجرد حارس وألغى دوره الرئيس في أعمال الترميم والتنقيب، وبالعبث في الآثار المصرية في الكثير من المواقع. وطالبوا بإلغاء المخازن الأثرية التابعة لبعثات التنقيب الأجنبية غرب الأقصر ونقل كافة القطع المكتشفة حديثا إلى متحف يضم كافة المكتشفات وفتحه أمام السائح ليلا، مع إلغاء وزارة الآثار وعودة المجلس الأعلى للآثار.