سيتم ترتيب المشاهد التالية ليس وفقا لتواريخ حدوثها .. وإنما وفقا لسابقة وكثافة الحديث عنها في وسائل الإعلام المختلفة .. بحيث غدت واقعا يعيشه المواطن المصري .. يسكن وعيه .. منتظرا حدوثه بنسبة يقين لا يخالطها الشك .. و هذه المشاهد قد تبدو للوهلة الأولى غير ذات صلة وغير مترابطة .. لكن قليلا من التفكير يوصلنا لأمور غاية في الخطورة .. وهذه المشاهد هي : المشهد الأول : كثافة الحديث عن توريث الحكم لجمال مبارك .. وانشغال وسائل الإعلام المختلفة بتلك القضية وإشغال الناس بها .. بدءا من تصعيد جمال مبارك أمينا عاما للجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل حتى الأيام الأخيرة من عام 2010 .. حتى أن الصحف طالما تحدثت عن تكهنات محتملة يتنحى بها مبارك سواء للمرض أو لكبر السن على أن يتقدم جمال مرشحا عن الحزب الوطني المنحل لانتخابات الرئاسة التي كان موعدها نوفمبر 2011 . المشهد الثاني : بدء انتخابات تقرير المصير لجنوب السودان " كدولة مسيحية " الأحد 9 يناير 2011 وانفصالها عن الدولة الأم في الشمال .. بعد صراع طويل بزعامة "جون قرنق" وصولا إلى "سيلفا كير" .. ودعما من إسرائيل والولايات المتحدة . المشهد الثالث : تزوير انتخابات مجلس الشعب المصري وإقصاء كامل لقوى المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية والتي بدأت وفقا لقرار جمهوري بتاريخ 28 نوفمبر 2010 .. فمجلس الشعب المزور هذا كان هو المنوط به تصعيد الوريث لعرش مصر .. وما كان ليسمح مهندس التزوير بالحزب الوطني المنحل " أحمد عز " ببقاء حتى صوت معارض واحد ! المشهد الرابع : اجتماع مغلق بين مبارك وشنودة دون سكرتارية البابا بالقصر الجمهوري .. يوم الأربعاء 22 ديسمبر 2010 .. وذكرت جريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم الخميس 23 ديسمبر 2010 أن مبارك طالبه بالتهدئة في هذه المرحلة الحرجة !! .. ومواقع مسيحية أخرى نقلت عن الأنبا "بسنتي"- أسقف حلوان والمعصرة : أن الرئيس هو من طلب اللقاء وأن البابا قد عاد سعيدا .. ترى ما الذي جرى في هذا الاجتماع المغلق الذي سبق تفجير كنيسة الإسكندرية بأسبوع فقط !! .. ولماذا كان مغلقا أصلا ؟؟!! المشهد الخامس : انفجار كنيسة القديسين بالأسكندرية ليلة الأول من يناير 2011 .. وقيام الدنيا في الاعلام الحكومي والغربي .. ومد أصابع الاتهام للمسلمين مباشرة .. ودارت مانشيتات الصحف وبرامج "التوك شو" حول : أن المتهم يحمل ملامح أفغانية أو باكستانية .. أزمة الأقباط في مصر وحقوقهم السليبة .. وتصريح وزير ثقافة الرئيس السابق في 10 يناير 2011 حول انتشار المساجد في مصر وأنها هي سبب انتشار التطرف ومنبع الإرهاب، وقوله : ماذا أفعل أمام 120 ألف مسجد وزاوية !! المشهد السادس : الاثنين 24 يناير 2011 يكشف كذبا وزير داخلية مبارك "حبيب العادلي " أن «جيش الإسلام الفلسطينى» وراء تفجير «كنيسة القديسين» .. مردفا إمتلاكه للأدلة القاطعة على ذلك ! .. أي قبل يوم واحد فقط من اندلاع الثورة . المشهد السابع : في نفس اليوم الإثنين 24 يناير 20111 أوردت الصحف أن : الكنائس المسيحية الثلاث ترفض مظاهرات 25 يناير.2011 .. وتطالب الأقباط بعدم المشاركة !! .. ليعود رأس كل كنيسة منهم بعد نجاح الثورة ويدعي كذبا أنه كان مؤيدا للثورة ومع الثوار .. والأعجب تحريضهم للشباب المسيحي بعد ذلك للاعتصام أمام ماسبيرو للمطالبة بمطالب فئوية وطائفية بحتة !! المشهد الثامن : تنجح ثورة 25 يناير في الإطاحة بمبارك بتاريخ 11 فبراير 2011 .. ليفاجئنا " شنودة " كما روى أسقف بارز بالمجمع المقدس كان متواجدا إلى جواره أنه استقبل تنحي مبارك بحالة من عدم التصديق والصدمة، حيث أصيب بنوبة هيستيرية من البكاء المرير مرددًا : "مش ممكن إزاي ده حصل، أنا لا أصدق ما يحدث، إنه كابوس بشع"، على حد ما نقل عنه ! المشهد التاسع : وثائق جهاز أمن الدولة المنحل التي استولى عليها المواطنون الثائرون تكشف تورط وزير داخلية مبارك حبيب العادلي في تفجير كنيسة القديسين !! ليعقب ذلك الإفراج عن جميع المتهمين ظلما في هذه القضية !! لماذا إذن يقوم وزير الداخلية بالتخطيط والتنفيذ لهذا العمل القذر ؟ أي شيء كان يراد لمصر ؟ ما النتائج المنتظرة والتي شاءت العناية الإلهية أن تأتي ثورة 25 يناير لتجهضها وجعلت البابا يبكي على ذهاب سلطة مبارك ؟! مشاهد إضافية تعينك على الاستنتاج : 1 : تصريح الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس لجريدة المصري اليوم بتاريخ 11 ابريل 2010 : الكتاب المقدس يدعونا إلى تأييد الرئيس مبارك .. وتصريحه كذلك لنفس الجريدة بتاريخ 15 سبتمبر 2010 : بأن المسلمين ضيوف وأن المسيحين هم أصحاب البلد الأصليين !! فهل سيظهر علينا بيشوي قريبا هو الآخر ليدعي كذبا أنه كان مع الثورة والثوار ؟! 2 : إغلاق القنوات الدينية الإسلامية التي تبث عبر القمر المصري النايل سات بأوامر من مبارك ووزير إعلامه السابق " أنس الفقي " خلال شهر أكتوبر 2010 . 3 – أخيرا : في 10 يوليو 2011 كما جاء بجريد الوفد أمس و بالتزامن مع إعلان انفصال جنوب السودانرسميا وتدشين دولته المستقلة ، أعلن عدد من أعضاء (الجمعية القبطية الأمريكية) التي يقودها المحامي المسيحي (المنزوع عنه الجنسية المصرية) " موريس صادق " عن تدشين ما أسموه (الدولة القبطية) بمدينة نيويورك في اجتماع قالوا إنه " ضم الهيئة التأسيسية للدولة القبطية وتم انتخاب الدكتور "عصمت زقلمة" رئيسا للدولة القبطية والمستشار "موريس صادق" سكرتيرا تنفيذيا لها والمهندس والإعلامى "نبيل بسادة " أمينا عاما والمهندس "ايليا باسيلى" مفوضا عاما للتنسيق الدولى للدولة القبطية !! عن نفسي .. ومن خلال المشاهد السابقة رأيت ملامح سيناريو أجهضته العناية الإلهية بيد الثوار وعلى غير ترتيب مسبق .. سيناريو ملؤه الانتهازية والنفاق والمراوغة والدهاء والغباء .. فماذا عنك عزيزي القاريء ؟ ماذا ترى ؟ وماذا تستنتج ؟ [email protected]