قال الدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي، إنه سيصدر قرارات هامة مساء اليوم الأحد، ضد من أسماهم "مرتكبي أعمال العنف والشغب والمشاركين في المظاهرات" التي شهدتها الجامعات اليوم. وأوضح في تصريحات صحفية، عصر اليوم، أنه "لن يسمح لأحد بعرقلة سير العملية التعليمية هذا العام، وتكرار ما حدث في العام الماضي"، مشيرًا إلى أن كل ما حدث من شغب داخل الجامعات تم تصويره، وسيصدر بحقهم قرارات هامة مساء اليوم تجعلهم يندمون على مشاركتهم في المظاهرات. جاء ذلك عقب إخلاء الأمن الإداري بجامعة القاهرة، الموظفين والطلاب من المبني الإداري للجامعة ومن بعض الكليات، اليوم الأحد، عقب انسحاب شركة الأمن الخاصة المسؤولة عن تأمين الجامعة، أمام مظاهرات طلابية. وبحسب مراسل وكالة "الأناضول" داخل الجامعة، فقد دعا أفراد الأمن الإداري بجامعة القاهرة، الطلاب والموظفين إلى إخلاء الحرم الجامعي، تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف من قبل طلاب مؤيدين لمرسي، خلال تظاهرهم بالجامعة اليوم. وأغلق الأمن الإداري جميع منافذ الدخول والخروج بالحرم الجامعي، وسمحوا بخروج السيارات والطلاب من البوابة الرئيسية فقط، في الوقت الذي منع دخول أي شخص إلى الحرم الجامعي، بعد سيطرة الأمن الإداري على البوابات الرئيسية للجامعة، واختفاء أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون" الخاصة للتأمين والحراسة. وكانت شركة "فالكون" للأمن الخاص، التي يديرها رجال شرطة وجيش متقاعدون، بقيادة شريف خالد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومسؤول قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون الحكومي سابقا، تسلمت أبواب الجامعات الأربعاء الماضي، تمهيدا لتأمين الجامعات خلال العام الدراسي الحالي. وشهدت جامعة القاهرة اليوم، اشتباكات بين طلاب مؤيدين لمرسي، حاولوا التظاهر داخل الجامعة، وعدد من أفراد الشركة، تسببت في تحطيم بوابة الكترونية موجودة على باب الجامعة القريب من كليتي الإعلام ودار العلوم. الأمر نفسه، تكرر في جامعة الأزهر بمدينة نصر، عندما انسحب أفراد شركة الحراسة الخاصة من البوابات، في الوقت الذي تحطمت فيه بوابة الكترونية للشركة أمام كلية الطب في الاشتباكات بين الطلاب وأفراد الأمن قبل انسحابهم. وهو ما رد عليه عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر، في تصريحات صحفية، قائلا إن مظاهرات اليوم لم تؤثر على انتظام الدراسة، مشيرا إلى أنه سيتم إعمال القانون تجاه من يثبت تورطه في مظاهرات اليوم بالفصل النهائي من الجامعة. مصدر أمني بجامعة الأزهر، قال إن "حصيلة اشتباكات اليوم أسفرت عن إصابة أربعة أفراد أمن من شركة "فالكون" الخاصة، وسرقة بعض محتوياتهم من بينها جهاز اتصال لاسلكي". أما في جامعة عين شمس، أطلقت حركة "طلاب ضد الانقلاب" العشرات من الألعاب النارية داخل الحرم الجامعي، دفعت أفراد أمن الحراسة (فالكون) للانسحاب من أداء مهمتهم وفتح الأبواب، والسماح للطلاب بالدخول والخروج دون تفتيش. وخرج الطلاب في مظاهرة أمام بوابة الجامعة أغلقت منطقة كوبري القبة وطريق العباسية القريبين من البوابة الرئيسية للجامعة. أما في جامعة الإسكندرية، نظم طلاب مؤيدون لمرسي، مظاهرة داخل أسوار الجامعة، رافعين شعارات رابعة، ومرددين هتافات ضد الجيش والشرطة . كما نظم الطلاب حملة جرافيتى (رسم على الحائط)، تحمل عبارات "الطلاب وقود الثورة"، و"الحرية للطلاب"، و"لسه الطالب هو الحل". وهو ما تكرر في جامعات بني سويف (وسط)، والمنصورة ودمياط والمنوفية والزقازيق. ورفع المتظاهرون شعارات رابعة وصورا لعدد من زملائهم "المعتقلين" ورددوا هتافات "الطلاب أسود الجامعة"، و"نحن طلاب.. مش إرهاب"، و"يسقط حكم العسكر"، و"كل فالكون وانت طيب.. الريس مرسى راجع قريب". وشهدت أغلب الجامعات المصرية في العام الدراسي المنقضي، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة لمرسي، وتخللها اشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج الحرم الجامعي في العديد من الجامعات المصرية، أدت لسقوط قتلى ومصابين في صفوف الطلاب، بالإضافة للقبض على العشرات منهم، وهو ما أدى إلى تصاعد الموجات الاحتجاجية الطلابية التي تعتبرها السلطات المصرية "مظاهرات تخريبية". كما تعرض بعض الطلاب للفصل من جامعاتهم نتيجة مشاركتهم في تلك المظاهرات. واتهم الأمن المصري طوال العام الدراسي السابق، جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، باستغلال الطلاب في مظاهرات، هدفها تقويض استقرار البلاد، في المقابل رصدت منظمات حقوقية طلابية ما وصفته بأنه "انتهاكات" بحق الطلاب. وكان من المقرر أن يبدأ العام الدراسي بالجامعات يوم 27 سبتمبر الماضي، إلا أنه تم تأجيله إلى أمس السبت "لاستكمال الاستعدادات". وفي محاولة من الجامعات للحد من تكرار هذا المشهد والاتهامات المتبادلة، استبق رؤسائها العام الجامعي بقرارات غير مسبوقة، تضمنت "3 خطوط حمراء" يحظر على الطلاب الاقتراب منها، في مقدمتها إهانة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما اتخذ الأمن في بعض الجامعات إجراءات غير مسبوقة، منها تعيين شرطة سرية داخل الجامعات، واحتفظت جامعة الأزهر بإجراءات خاصة، كونها البقعة الأكثر اشتعالا بين الجامعات.