قال يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن، إن السلطة الحالية "تورطت في مشروع قناة السويس الجديدة, على غرار تورط الرئيس المخلوع حسني مبارك في مشروع توشكى, الذي وصفه ب"الفاشل". وأضاف حماد في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن السلطة الحالية برئاسة عبد الفتاح السيسي بدأت بالمشروع دون دراسة اقتصادية جيدة له، مما أدى بها لطرح سندات بفوائد مرتفعة, لن تنجح في دفعها للمساهمين. وتابع "المشروع سيتكلف مبالغ أضخم من المعدة له، إذ إن ظهور المياه الجوفية على عمق ثمانية أمتار خلال عمليات الحفر تعني ضرورة استخدام معدات أكثر في وقت أطول". ورجح أن تلجأ الحكومة إلى "ابتزاز الهيئات والشركات التي اشترت سندات بمبالغ ضخمة كوزارة الأوقاف من أجل تنازلها عن الفوائد المقررة لها", وأوضح أن هذا الابتزاز سيخرج عن إطاره المواطنون العاديون خشية رد فعل الشارع. وعن عدم ظهور كيانات أو أشخاص بارزين وراء الدعوات, التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي لإلغاء الفوائد, التي ستدفعها الحكومة عند تشغيل القناة الجديدة, رجح حماد أن السبب هو رغبة السلطة في تمهيد المسألة للرأي العام أولاً , دون تبني جهة معينة. وتحت شعارات مثل "مش عايزين فوائد" و"تحيا مصر" و"متنازل عن ربع فلوسي"، انتشرت صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، تدعو مشتري شهادات استثمار قناة السويس الجديدة للتنازل عن الفوائد التي ستدفعها الحكومة عند تشغيل القناة. وتزامن انطلاق الدعوات مع انتشار تصميمات لملصقات على صفحات "فيسبوك وتويتر" بأسماء مثل "حملة إلغاء فوائد شهادات استثمار قناة السويس الجديدة"، و"جمع مليون توقيع لإلغاء الفوائد.. حملة في حب مصر". كما دُشنت "مناسبة" (Event) على "فيسبوك" للنزول إلى ميادين مصر يوم 21 أكتوبر الحالي للتظاهر من أجل إسقاط الفوائد. ودعت حركة "نضال" إلى "مظاهرة الكترونية" عبر كتابة طلب إلغاء الفوائد على الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي والصفحة الرسمية لمجلس الوزراء يوم 31 من الشهر الجاري. ولم يتبنَ الدعوات أحد من السياسيين أو المشاهير من المؤيدين للنظام الحالي، ما جعل مراقبين يرجحون أن يكون الأمر نوعا من جس نبض الرأي العام المصري حول مدى تقبل فكرة التنازل عن فوائد المليارات التي أودعها المصريون في البنوك لحساب المشروع الجديد. وربط عدد كبير من مشتركي "فيسبوك وتويتر" بين خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بذكرى نصر 6 أكتوبر الذي قال فيه "المصريون لا ينتظرون مقابلا لمساعدة مصر"، وبين الدعوات لإلغاء الفوائد. وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت أن مشروع قناة السويس الجديدة، سيحقق العديد من الفوائد لإسرائيل. وأوضحت الصحيفة، في مقالها المنشور عبر موقعها الإلكتروني في 9 أكتوبر، أن من أبرز هذه الفوائد التي تجنيها إسرائيل من القناة الجديدة، هو أنها صنعت سدا مائيا جديدا يجعل تكرار عبور الجيش المصري كما حدث في 1973 مستحيلا. وتابعت الصحيفة أن أي هجوم للجيش المصري يستلزم عبور القوات لقناة السويس الأولى ثم الثانية، وهو ما يسهل اصطياد القوات بين القناتين في حالة التفكير في العدوان على إسرائيل، على حد وصفها.