من حق مدرب الاهلي مانويل جوزيه أن يقف حجر عثرة أمام احتراف لاعبي الأهلي خارجيا لأنه مدرب يبحث عن النجاح والبطولات التي ستحسب له وستزيد من رصيده. من حقه أن يطلب من ناديه عدم التفريط في لاعب وان يوجه جهوده لشراء المزيد من اللاعبين الأكفاء، فالأهلي على حد قوله ليس ريال مدريد الذي لا يتأثر بغياب لاعب أو اثنين. وقد رأينا بالفعل حال الأهلي من دون بركات وشوقي وجلبرتو ووائل جمعة، لقد تعادل مع غزل المحلة الذي يكافح الهبوط لدوري القسم الثاني، بهبتين من الحكم، بصرف النظر عن القول بأن ضربتي الجزاء صحيحتان، فالأهلي لولا هاتين الهبتين لخرج مهزوما لأن هجومه عجز عن هز شباك الغزل من كرة ملعوبة! الأهلي المتواضع رأيناه أيضا في مباراة القمة، ولولا أن الزمالك لم يكن لديه طموح الفوز لكسب المباراة، وعلينا أن نحصي العدد الكبير للضربات الركنية في الشوط الأول، والفرص الضائعة، وخاصة كرة مصطفى جعفر التي لو ترك رأسه دون تحريكها لاصطدمت بها الكرة التي مررها اليه طارق السيد ودخلت طائعة مختارة إلى مرمى الحضري! وكاد يوسف حمدي يسجل من كرة مررها إليه جمال حمزة، وبقدرات مهاجم فذ ضرب بها حمدي خط الدفاع بأكمله منفردا بالحضري ومسددا في الزاوية البعيدة، لكن الحضري حارس عملاق ومفتاح بطولات ومن الصعب جدا اقتحام عرينه! جوزيه يقول إن الأهلي ليس ريال مدريد حتى لا يتأثر بغياب لاعبيه، ونحن نقول إن لديه مهارات وخبرات لو لم تتعرض للتجميد والاعتماد على لاعبين بعينهم، لكان الأهلي مثل ريال مدريد بالفعل، فأنا حتى الآن استغرب جدا عدم استفادته من اللاعب المهاري الموهوب محمد عبد الله الذي كان من أبرز نجوم مصر عندما كان لاعبا في الاسماعيلي! حتى محمد عبد الوهاب الذي كان أحد مفاتيح شحاتة في الفوز بكأس الأمم الأفريقية على حساب طارق السيد، لم يكن له نصيب في قلب جوزيه، وكان مركونا وعرضة لانهاء اعارته! ويبدو أن قلب جوزيه صعب المنال، ولا تصل إليه حتى لو كنت تحب هذا المدرب صبابة وتتغزل فيه ليل نهار، ولذلك فان الظروف الاضطرارية فقط تدفعه حاليا للاستعانة بعبد الوهاب، ولولا اصابة جلبرتو واحتراف أحمد أبو مسلم، لكان اللاعب المفضل عند حسن شحاتة يلعب كوتشينة في البلكونة على طريقة موسيقار الأجيال الراحل! عموما الدفع بشديد قناوي في مباراة قمة وأمام جماهير ضخمة مغامرة تحسب لحوزيه، واللاعب فعلا يستحق هذه المغامرة بحركته الدائمة ومهاراته، فهو مثل عقلة الأصبع، يذكرني باللاعب السوداني قرن شطة الذي كان يلعب في الأهلي وكان دائما سببا في وكسات الزمالك، فهو يدخل بين السافين ويزوغ تحت الأقدام، فلا يستطيع أحد مراقبته! ويقيني أن قناوي سيصبح خلال فترة قصيرة لاعبا أساسيا، وسيركن على الرف من يلعب في مركزه، ليكون أهم لاعب في مصر وانتظروه. أقول ذلك ليس لأنه صعيدي مثلي، ولكن لأنه بالفعل يملك امكانيات أظهرها بمجرد نزوله. ولأنه بحكم صعيديته "مدب" فانه لم يهاب الجمهور ولا صيحات شوبير باشا الذي ينتظره كرسي الوزارة.. لكن أي وزارة؟!.. الله يعلم! على فكرة شوبير سرح حبتين في الوزارة فنسي وهو يعلق على المباراة اسم الاهلي وقال "الكرة الآن مع مصر".. ثم انتبه وأضاف "الأهلي والزمالك طبعا مصر"!.. ولما وجد التبرير غير منطقي علق بقوله "أنا متأثر ببطولة الأمم الأفريقية".. على فكرة شوبير لم يعلق على مباراة واحدة من البطولة، وكان دائما نزيل استديو التحليلات أو "البيت بيتك" مع الصديق محمود سعد! لا يعني قولي أن الأهلي كان متواضعا في غيبة لاعبيه المؤثرين أن الزمالك كان قويا، فرغم حالة الأهلي كان من الممكن ان يكسب المباراة وربما بعدد وافر من الأهداف، ولم يكن وراء ذلك سوى العبقري أبو تريكة الذي يملك رادارا في قدميه يوجه بهما الكرة كما يريد ويخلق فرصا ذهبية ولو كان متعب في حالته لاستطاع ان يغزو شباك عبد الواحد السيد! لقد كانت هناك انفرادات صريحة للأهلي لكنها افتقدت الى المتابعة والذكاء والرغبة في التسجيل، ولو كان بركات موجودا لاستطاع أن يلدغ لدغاته التي ذاق الزمالك كثيرا منها! كاجودا بدأ المباراة يتشكيل فاجأ جوزيه فقد أشرك ثلاثة مهاجمين دفعة واحدة يملك كل منهما مهارة التهديف وهم مصطفى جعفر وعبد الحليم علي وجمال حمزة، لكنه يبدو أنه بين الشوطين شد نفس شيشة، فأخرج جعفر الذي كان شعلة نشاط لبلعب بدلا منه حازم امام الذي أشعرنا أن شمسه تغيب وأن مستواه في النازل، وأنه قريبا سيتقدم لامتحان المعلقين في التليفزيون المصري خاصة انه خاض تجربة ناجحة أثناء البطولة الأفريقية في برنامج "البيت بيتك"! ولأن كاجودا من فصيلة جوزيه البرتغالية فان الأخير أيضا قلده في التبديل الخاطئ وأخرج أسامة حسني الذي شكل خطورة على دفاع الزمالك وأنزل بدلا منه فلافيو الذي ظل يجري ويجري دون أن يلمس الكرة، ويلوح بذراعيه لزملائه لأنهم لا يمدونه بالكرات وتلك حجة البليد طبعا، لأن فلافيو لا يستطيع التحكم في كرة واحدة ولا أصدق أنه قريب جلبرتو أو أنه سيلعب بعد شهور قلائل في كأس العالم بألمانيا! تبقى ملاحظة أخيرة وهي خارج المباراة وتتعلق بالخبير جوزيه الذي لا يريد أن يتواضع ويصر على عنجهيته فلا يعترف بأنه أخطأ في تشكيله أمام المحلة وأنه لم يحترم هذا الفريق فلعب بدفعة ناشيئن، وعندما فاجأه الفلاحون بهدفين ودافعوا للمحافظة على فوزهم وهو أمر طبيعي أمام أحسن فريق في أفريقيا، اتهمهم الخبير البرتغالي بأنهم مصابون بانفلونزا الطيور! إنه اتهام ينال من كرامة كل الفلاحين في المحروسة، فجوزيه لا يهرج كما قال، واذا كان ذلك تهريجا فهو من النوع الثقيل! وإذا كان هؤلاء مصابون بانفلونزا الطيور واستطاعوا أن يضربوا غرورك في مقتل ويثبتوا أن دماغك ليست عالية، فلابد أنك من تلك النوعية الحاضنة للفيروس والتي تساعد على انتقاله، لكنك بالتأكيد ليس بطة!! [email protected]