ألقت قوات الأمن المصرية، اليوم الاثنين، القبض على شخص رفع إشارة "رابعة"، بميدان التحرير بوسط القاهرة، بين المحتفلين بالذكرى ال41 لحرب أكتوبر التي شنتها مصر وسوريا ضد إسرائيل. وأفادت مراسلة وكالة الأناضول، المتواجدة بالميدان، أنه بينما كان العشرات يحتفلون بذكرى حرب أكتوبر، قام شخص (لم يعرف هويته) برفع شارة رابعة، التي ترمز إلى مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، فتجمع حوله بعضهم، وسلموه لعناصر الشرطة المتواجدين بالميدان، والذين اقتادوه إلى قسم شرطة قصر النيل، القريب من الميدان. ولم يتضح مصير الشخص، غير أن السلطات المصرية تحظر رفع إشارة "رابعة" وتتهم من يرفعها عادة ب"الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين"، التي أعلنتها جماعة "إرهابية" العام الماضي. وكان "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الداعم لمرسي، قد دعا أمس إلى الخروج في مسيرات بمناسبة ذكرى "نصر أكتوبر"، وذلك وفاء لدماء "الشهداء" الذين ارتقوا فى مثل هذا اليوم من العام الماضي على يد من سماها ب "مليشيات الانقلاب العسكري الدموي"، بحسب بيان صادر عن التحالف. ولقي 57 شخصًا وأصيب 391 آخرين في مسيرات نظمها أنصار مرسي في ذكرى حرب أكتوبر العام الماضي استهدفت دخول ميدان التحرير، وفق إحصائية لوزارة الصحة المصرية. وتجنب تحالف دعم الشرعية هذا العام الدعوة لدخول ميدان التحرير، بينما توافد العشرات إلى الميدان للاحتفال بالذكرى ال41 لحرب أكتوبر، استجابة لدعوات أطلقتها حركة "تحيا مصر"، التي تأسست مع الانتخابات الرئاسية التي خاضها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وتستخدم شعار حملة السيسي الانتخابية كاسم لها. وقالت مراسلة "الأناضول" إن مروحيات عسكرية حلقت في سماء الميدان، وألقت كوبونات هدايا تذكارية على المتواجدين بالميدان، كما قامت برسم علم مصر في سماء الميدان. وبدأت الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تواجدت مدرعتان للجيش بكافة مداخل الميدان، بالإضافة إلى عدد كبير من سيارات قوات مكافحة الشغب تمركزت في أماكن قريبة من الميدان. وبينما غابت مسيرات أنصار مرسي عن ميدان التحرير، تواجدت في أماكن متفرقة بالقاهرة الكبرى منها منطقتي شارع الهرم والعمرانية، وتكرر نفس المشهد في بعض المحافظات، حيث غابت مسيرات أنصار مرسي عن الميادين الرئيسية، التي شهد بعضها الاحتفالات بذكرى حرب أكتوبر، وتم تشديد الإجراءات الأمنية على البعض الآخر فلم يشهد أي فعاليات. ففي محافظة الإسكندرية، توافد العشرات إلى ميدان القائد إبراهيم بمحطة "الرمل"، وهو الميدان المقابل لميدان التحرير في القاهرة من حيث الأهمية، للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر. واستجاب العشرات أيضا لدعوة تحالف دعم الشرعية وخرجوا في مسيرات بمناطق سيدي بشر والمنتزة والرمل (شرقي الإسكندرية)، والعجمي وبرج العرب (غربي الإسكندرية)، ورفعوا علامة رابعة العدوية ولافتات تحمل صور من اعتبروهم "أبطال الجيش فى حرب أكتوبر وهم" سليمان خاطر والمشير محمد الجمصي والفريق سعد الدين الشاذلي". وتكرر نفس المشهد في مدينة بورسعيد، والفيوم والمنيا، والغربية والشرقية والقليوبية، حيت نظم أنصار مرسي بعض المسيرات التي رفعت فيها صور "أبطال" حرب أكتوبر وعلامة رابعة العدوية، بينما أقيمت احتفالات بالميادين الرئيسية بمناسبة ذكرى الحرب. وفي 6 أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا حربا على إسرائيل، بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وأفضت في النهاية إلى انسحاب إسرائيل من سيناء بعد اتفاق سلام بين البلدين، فيما لا يزال قطاع من الجولان محتلا. وتسمي إسرائيل هذه الحرب ب"حرب الغفران"؛ لأنها تزامنت مع احتفال اليهود بعيد "يوم الغفران" (كيبوبر).