بمناسبة الذكرى ال41 لحرب 73، أفرجت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن شهادات جديدة تتعلق بلجنة اجرانت التي شكلتها تل أبيب بعد الحرب لمحاسبة المسئولين عن الهزيمة. وتزامن نشر الوثائق مع إحياء تل أبيب اليوم الأحد مراسم الذكرى لقتلى الحرب في المقابر العسكرية بمنطقة جبل هرتسل بالقدس، والتي أعلن فيها الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفيلن إنه "يستحيل الصفح عن خطايا حرب الغفران التي مضت عليها إحدى وأربعون سنة متمثلة بالصلف والغرور والاستهتار بالأعداء وتجاهل الحقائق وعدم تهيئة جنود جيش الدفاع للقتال كما يجب ". ومن بين الشهادات، شهادة يوسف زاعيرا، القائدة بالوحدة 848، وحدة التنصت التابعة للاستخبارات العسكرية، الذي قال للجنة إنه قام بتحذير الاستخبارات العسكرية التي كان يرأسها ابن عمه الواء ايلي زاعيرا وأبلغها بنيه المصريين والسوريين شن الحرب، لكن الجهاز لم يستجب لتحذيراته وضرب بها عرض الحائط، مضيفا "كان هناك عمليات نقل لذخيرة على شاحنات بكميات كبيرة، ذخيرة حية، كما تم نقل قوات كوماندوز بحرية مصرية من منطقة الأسكندرية، كانت هذه أحد الأخبار التي بدت لي كقنبلة ستفجر كل شئ، لكن بالرغم من كل ذلك فإن القيادات كانت ترى فيما تفعله القاهرة مجرد تدريب وليس استعدادا للحرب وكل من كان يقول عكس ذلك كان يتم إقصاؤه وعدم الاستماع له". وأضاف "عندما لم أجد أحدا يستمع لتحذيراتي قمت بالاتصال برئيس الاستخبارات، مباشرة، وقلت له أن هناك مؤشرات مقلقة، إلا أنه لم يهتم أيضا، طلب منه المصادقة على استخدام تدابير سرية، ووسائل خاصة لها القدرة على التحذير من الحرب وتوقعها، لكن قال إنه يريد الحفاظ على الأمن ولن يتم استخدام هذه الوسائل". شهادة أخرى أفرج عنها، خاصة يوئيل بن بوريت، قائد أخر بالوحدة الاستخباراتية 848، والذي قال إن "الوحدة وفرت معلومات كافية عن استعداد الجيشين المصري والسوري لشن الحرب، إلا أن القيادات كانت تتصرف بعدم مبالاة إزاء الأمر"، لافتا إلى أنه "حصل في أول أكتوبر على معلومات تفيد بأن المصريين يقوون بتجهيزات واستعدادات لا يمكن أن توصف بمجرد تدريب عسكري، لكن رئيس الاستخبارات العسكرية كان تقييمه هو العكس وأن ما يجرى مجرد تدريب". وأضاف "قلت لرئيس الاستخبارات محذرا : فلنفترض أن المصريين لا يقومون بتدريب، وأن التقييمات حول ذلك خاطئة، علينا أن نقوم بتعبئة من 100 إلى 160 جندي احتياط لتحسين تغطيتنا للأمر، لكنه أجابني بأن وظيفة الاستخبارات هي عدم زعزعة المجتمع والاقتصاد، وأنه لن يسمح لي بتجنيد أو تعبئة للجنود". ولفت في شهادته إلى أن"رئيس قسم تجميع المعلومات بالاستخبارات العسكرية، كان يرى أمرا خطيرا فيما يحدث على الصعيد الميداني في مصر وسوريا، ومساء يوم الخميس ال 4 من أكتوبر، تحدثت مع رئيس الاستخبارات على خلفية معلومات تتعلق بإجلاء العائلات الروسي من سوريا، لكن دون فائدة". ومن بين الوقائع المثيرة للسخرية التي كشفتها الوثائق شهادة قائد الاستخبارات العسكرية في المنطقة الشمالية والذي قال إنه "تلقى معلومات تفيد بأن الحرب ستنشب في اليوم التالي، ما دفعه إلى الاتصال بقائد استخبارات المنطقة الجنوبية لمعرفة ماذا يحدث، لكنه لم يجده وقيل له أنه نائم في منزله، لهذا اتخذ قرارا بأن الأمور هادئة، طالما قائد الجنوب يغفو في منزله". يونا بندمان، رئيس الفرع 6 الخاص بمصر في قسم الأبحاث بشعبة الاستخبارات العسكرية، كان من بين الذين أفرج عن شهادتهم، وفي سؤال من قاضي اللجنة له عن الاستعدادت التي جهزها لاحتمال هجوم القاهرة ودمشق، قال بندمان "كان لدي اعتقاد قاطع بأن الحرب لن تقوم، وكانت التقديرات أن السادات رجل جيد في الأقوال لا الأفعال، وقائد غير مهئ لاتخاذ قرارات".