زار جان فيليكس باجنون السفير الفرنسي بالقاهرة الخميس حزب "الحرية والعدالة"، المنبثق عن "الإخوان المسلمين" والتقى الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب، لتهنئته بتأسيسه، والوقوف على رؤيته لكافة القضايا الداخلية والخارجية. وأكد مرسي حرص الحزب على صياغة دستور متوازن معبرًا عن الشعب المصري، ويضمن للبلاد الاستقرار، وأن يشارك في صياغته كافة القوى الوطنية والطوائف المجتمعية من الأحزاب ورجال القانون والمثقفين ورجال الأعمال. وشدد على ضرورة نجاح "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"، باعتباره الخطوة الأولى لتحقيق الديمقراطية، لأن فصيلاً واحدًا لا يستطيع قيادة مصر بمفرده خلال هذه المرحلة، ولذلك لا بد من التوافق والعمل المشترك بين كافة القوى الوطنية. وعبر مرسي عن إيمان حزب "الحرية والعدالة" بالنظام البرلماني كنظام سياسي لحكم مصر لكنه أكد أن الواقع الحالي للشعب المصري والذي تخطو فيه الأحزاب الجديدة خطواتها الأولى يدعو الحزب إلى قبول العمل في ظل نظام رئاسي كمرحلة انتقالية تسند فيه بعض الصلاحيات الواضحة لرئيس الوزراء حتى يكون شريكًا لرئيس الجمهورية في قيادة البلاد. وأكد مرسي عدم وجود مرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، موضحا أن الصورة غير واضحة حتى الآن بالنسبة للمرشح الأنسب للرئاسة لأن استطلاعات الرأي التي تتم غير معبرة حقيقة عن الشعب المصري. وذكر رئيس حزب "الحرية والعدالة"، أن للحزب أدواته وطرقه لمعرفة المرشح الرئاسي الأكثر شعبيه، وسوف تدرس مؤسسات الحزب في المستقبل الموقف بالنسبة لمرشحي الرئاسة لكن بعد صدور القانون المنظم لذلك، وإعلان المرشحين عن برامجهم أثناء حملة الانتخابات الرئاسية. وفي رده على سؤال للسفير الفرنسي حول طبيعة العلاقة بين مصر وإسرائيل حال تولي حزب "الإخوان" الحكم أو مشاركته فيه، أكد مرسي أن الأحزاب أو الأفراد الذين يشاركون في الحكم لا يصنعون السياسة الخارجية لأي بلد وحدهم، لكنها تصنع بإرادة مؤسسات الدولة، وعلى قمتها البرلمان وبحرص كل الأطراف على الاستقرار. واتهم مرسي إسرائيل بأنها خالفت اتفاقية السلام المبرمة معها عشرات المرات، "ثم تطالب مصر بالالتزام بها، وقد رأيناها تهدد بضرب مصر مؤخرا"، معتبرًا القول بأن حكم "الإخوان المسلمين" لمصر أخطر من القنبلة النووية الإيرانية، "يظهر مدى التخبط والعدوانية لدى قادتها". وتطرق للوضع الفلسطيني، قائلاً إن الجميع رصد رغبة الفلسطينيين في العيش في سلام، لكننا نرى الدماء الفلسطينية تراق كل يوم من قبل الإسرائيليين، ورغم ذلك تسألوننا عن دعمنا وتأييدنا للفلسطينيين ووقوفنا معهم رغم وجود نشطاء أوروبيين متعاطفين معهم مثلنا فهل هؤلاء محاربون لإسرائيل أم شرفاء يقفون ضد كل ظلم وعدوان. وأضاف: لذلك ندعو المجتمع الدولي وفي مقدمته فرنسا إلى نصرة القضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية وعدم الانحياز لإسرائيل دائما حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة. وحث مرسي السفير الفرنسي على ضرورة دعم بلاده لمسيرة الديمقراطية في مصر، التي تمر بمرحلة انتقالية خطيرة تحاول فيها بعض الأيادي الخارجية "التي لا تريد الخير لمصر" العبث بها، وتنفق ملايين الدولارات من أجل ذلك.