تسود حالة من الترقب في الشارع المصري عشية الحكم على مبارك في قضية قتل المتظاهرين، خاصة بين الحركات الشبابية التي شاركت في ثورة 25 يناير، وسط توجيه أصابع الاتهام للقضاء المصري بأنّه "مسيّس"، والانتقام ممّن شارك في الثورة. وأكد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل ، أنّه لا يوجد هناك ما يمنع من منح مبارك البراءة من قتل المتظاهرين، على يد القضاء المصري الشامخ الشريك الأبرز في الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، على حد تعبيره. وقال أبو خليل إن تبرئة مبارك ستكون المسمار الأخير بنعش ثورة 25 يناير، وتتويجا للجهود الكبيرة التي بذلها شركاء الانقلاب العسكري، القضاء والعسكر والإعلام ورجال الأعمال، الذين اتحدوا للقضاء على الثورة، مشيرا إلى أن إجراءات الاحتفال باستقباله بشرم الشيخ جارية على قدم وساق. ونوّه أبو خليل إلى أنّ السيناريو المتوقع أن يوجه إصبع الاتهام بقتل المتظاهرين للإخوان المسلمين وحماس وحزب الله، وسيبدأ الإعلام المصري بإعادة هذه المعزوفة مرارا وتكرارا، ويقوم بعدها القضاء بتصفية من تبقى من المشاركين في ثورة 25 يناير، الذين أصبحوا اليوم إمّا مغيبين في القبور أو في السجون أو مطاردين. وختم أبو خليل بالقول إنّ ما هو أسوأ من الحكم بتبرئة مبارك ورموز حكمه حدث، ولن يقف الامر في مصر خلال الأيام القادمة عند هذا الحد. وتباينت مواقف الحركات الثورة المصرية من المحاكمة، التي سينطق فيها القضاء غداً السبت بالحكم على مبارك إما بالإدانة أو التبرئة في قضية قتله للمتظاهرين إبان ثورة 25 يناير، بين متظاهر ومترقب ومعارض للتظاهر، بحسب الأناضول. وأسباب مشاركة الحركات الشبابية، حسب بيانات وأحاديث منفصلة حصلت عليها الأناضول، ما بين المطالبة بقانون للعدالة الانتقالية، والسعي لتجميع شباب ثورة يناير، والخشية من حكم مخفف للرئيس الأسبق حسني مبارك، أو حتى تبرئته، وعودة "الثورة المضادة". فيما جاءت أسباب رفض المشاركة، ما بين احترام أحكام القضاء والحرص علي الاستقرار وعدم السماح للفوضى واستغلال المظاهرات، في الوقت الذي فضلت فيه حركات أخرى "الترقب" لحين صدور الحكم، وتحديد موقفها بناء عليه وفي بيان لها دعت 8 حركات شبابية وحملات شعبية معارضة إلى "استكمال انتفاضات الغضب حتى النصر"، يوم السبت في كل الميادين تحت لافتة واحدة "الإعدام لمبارك .. القصاص للشهداء". ووقّع على البيان، الذي وصل الأناضول نسخة منه، حركات "شباب ضد الانقلاب"، و"شباب الجبهة السلفية"، و"طلاب ضد الانقلاب"، و"طلاب الاستقلال"، و"مهنيون ضد الانقلاب"، و"حركة رفض غلاء الأسعار" (صوت الغلابى)، و"التيار المدني الثوري"، و"حملة المقاطعة مستمرة".
وقال ضياء الصاوي، المتحدث باسم "شباب ضد الانقلاب"، لوكالة الأناضول، إن "الحركات ترفع مطلبا عادلا.. هو إعدام مبارك وهو انحياز لثورة يناير وحقوق الشهداء، ولا تراجع عن ذلك في إطار التظاهر السلمي".
وبحسب تصريحات صحفية سابقة، قال المنسق الإعلامي لحركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، محمد فؤاد، إن "الحركة ستشارك لأنها تتوقع أن يأتي الحكم مخففًا على مبارك، بعد تشويه الحقائق الذي شهدته القضية خلال الأيام الماضية، وتحديدًا تشويه ثورة يناير"
وقال محمد فوزي منسق حركة "تحرر"، إن "الحركة ستشارك في المظاهرات التي تتزامن مع محكمة مبارك" دون تحديد مكان لها، مرجعا سبب المشاركة إلى "الخشية من عودة الثورة المضادة بقوة، وخروج رأس نظام أسقطته ثورة يناير". وقال إبراهيم الشيخ، أحد مؤسسي التيار، إن "التظاهر يوم الحكم على مبارك للمطالبة بقانون العدالة الانتقالية وأيضا المطالبة بتجريم ا?ساءة إلى ثورة 25 يناير ومحاكمة كل من أساء إليها، واتهمها بالمؤامرة"، بحسب ما نشرته الصفحة الرسمية للتيار علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وقالت حركة حراك، إنها "تدعم الحشد الجماهيري بسلميته التامة، دون أي عنف يجر ثورتنا إلى منحنى بعيد عن السلمية في كافة الميادين".
وأضاف أحمد المصري، عضو المكتب التنفيذي للحركة، في حديث للأناضول، أنه الحركة " ستشارك يوم الحكم علي مبارك دون رفع أي راية فئوية أو سياسية، إيمانا منها باستعادة مشهد 25 يناير". فيما قال "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، في بيان له أمس الخميس: "ستكون جلسة النطق بالأحكام ضده (مبارك)، ولاشك، تحت المراقبة الشعبية، وسيكون لها ما بعدها بإذن الله من الشعب المصري الذي ثار ضد نظام المخلوع في 25 يناير (كانون الثاني) 2011" وقال محمد كمال، عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، في تصريحات صحفية سابقة، إن "تحركات 6 أبريل للتعبير عن رأيها ضد الحكم ستكون بعد صدوره". وقالت مها أبو بكر، وهي من مؤسسي حركة تمرد،، إن "الحركة لن تشارك في تظاهرات السبت، وأنه لا بد من احترام أحكام القانون والقضاء وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، وألا نعطي الجماعة (الإخوان المسلين) فرصة لإشعال الأوضاع". وأوضح محمد عطية، عضو المكتب السياسي ل"تكتل القوى الثورية"، "نحترم أحكام القضاء، والتكتل ينتظر حكم القضاء بقضية الرئيس الأسبق مبارك، ولن يدعو للخروج للتظاهرات بهذا اليوم"، مشيراً الى أن "بعض الأعضاء ينوون الخروج للتظاهر بشكل شخصي وليس تحت اسم التكتل".
بينما لم تحسم جبهات وحركات شبابية بارزة شاركت في ثورة يناير موقفها بعد من الخروج في فعاليات مزامنة للمحاكمة، مثل " الاشتراكيين الثوريين"، و"جبهة طريق الثورة" (تضم عددًا كبيرًا من شباب الثورة).
في المقابل، حسم أنصار مبارك موقفهم بالتظاهر أمام مقر محاكمة مبارك للمطالبة ببراءته، ونقلت صحف مصرية أنباء عن نية مؤيدي الرئيس الأسبق التظاهر أمام أكاديمية الشرطة (شرقي القاهرة) ومستشفى المعادي العسكري(جنوبي القاهرة)، السبت المقبل، للمطالبة بالإفراج الفوري عن مبارك.
وحددت محكمة جنايات القاهرة يوم 27 سبتمبر/أيلول الجاري، موعدا للنطق بالحكم على الرئيس الأسبق مبارك، ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي، و6 من مساعدي الأخير في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، بحسب صحف مصرية.