زيارتى اقتصرت على المؤسسات الديني.. وسلمتهم أربعة محاذير أولها تصدير المذهب الشيعى أستحق جائزة وليس الوقف عن العمل.. وأنا رجل عاقل سعى لخدمة وطنه ودينه متنازل عن عضوية "الأعلى للشؤون الإسلامية" وهم من سعوا وليس أنا الغيظ يحرك من ينتقدني.. والأزهر مخترق من قبل الإخوان والسلفيين وكأن المشهد السياسى ما زال به اتساع لمزيد من الجدل، لنزيده نحن ما يريد، خلاف دينى هو أم فكري، أم نوع مما يمكن أن نسميه ب"التحرش السياسي" - إن صح التعبير - يدفع فيه طرف جزاء مواقف سياسية له، يختلف معها الآخر ويحاول أن يحرجه أمام الرأى العام. هذا هو الوضع على مستوى الخلاف الذى تجدد مؤخرا بسبب الزيارة التى قام بها الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى دولة إيران، متهمينه فيها بفتح باب لنشر المذهبى الشيعى فى مصر، وهو ما رد عليه كريمة فى حواره مع "المصريون" بأن من ينتقدونه لم يعرفوا قيمة الزيارة، مشيرًا إلى أنه يستحق الجائزة لا الهجوم. وألقى الضوء على مبررات اعتبرها دليلاً على سلامة نيته فى الزيارة، قائلاً إن من يهاجمونه هم الإخوان والسلفيون أو أذيالهم المخترقة للمؤسسة الأزهرية.
- أولاً كيف تقرأ الهجوم الموجه ضدك عقب زيارتك الأخيرة إلى دولة إيران؟ أنا رجل عاقل حكيم، أعرف ماذا أفعل وكيف سيفسر، ومن المؤكد أن من قاموا بمهاجمتى لم يتعبوا أنفسهم للاطلاع على تقريرى العلمى عن الزيارة، أو التقرير المعد من قبل السفارة المصرية فى طهران، أنا مقتنع بما فعلت وما قمت به هو دور وطنى دينى لخدمة أربعة ملايين مسلم سنى مهمشين فى مجتمع شيعي. - هل أنت نادم على الزيارة؟ لا لست نادمًا وفعلت ذلك لرفعة شأن المذهب السني. - هل اطلع الأزهر على أسباب الزيارة قبل سفرك؟ بالفعل تقدمت بطلب رسمى إلى جامعة الأزهر قبل موعد الزيارة بأسبوع، ولم تصدر أى ممانعة، علاوة على أننا فى وقت إجازة رسمية من الدراسة، ما يعنى أنه لا يوجد أى من المسؤوليات التى قد تركتها وسافرت، كما أننى أستاذ متفرغ، لذا لا تنطبق علىّ شروط العمل بأكملها. - كيف ستدافع عن نفسك فى التحقيق المفتوح ضدك؟ حتى الآن لا توجد أى تحقيقات معي، وأى تحقيق سيجرى هو باطل من قبل أن يبدأ، وسأتقدم فيه بما يثبت براءتى من كل الاتهامات. - ما الأوراق التى ستقدمها؟ هناك حجج منطقية ممكن أن يتم الاعتماد عليها لإثبات صحة نيتي، أولها التقرير العلمى الذى أعددته عن الزيارة، التوصيات التى تقدمت بها إلى القيادات الدينية الإيرانية، ومن أبرزها تحذيرهم من نشر مذهبهم فى المنطقة، علاوة على الاتصالات التى أجريتها مع السفارة المصرية فى إيران، إذا كانت الزيارة مشبوهة لماذا أتواصل مع السفارة؟ ولماذا أسمح بوكالات الأنباء بنقل الصور والأخبار والتصريحات؟ أيضًا لماذا يعترض البعض على إيران، ومصر لا تتعامل معها على أنها دولة معادية كإسرائيل مثلاً؟ - هل قابلت مسؤولين سياسيين إيرانيين؟ لا، الزيارة اقتصرت على القيادات الدينية، وقدمت لهم أربعة محاذير، جاءت فى التحذير من تصدير المذهب الشيعى لباقى دول المنطقة السنية، وإخبارهم بأن المصحف واحد فقط، ولا يوجد ما يسمى بمصحف فاطمة، علاوة على احترام صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، واحترام أمهات المسلمين وعدم رميهن بالتهم. وقدمت تلك التوصيات إلى مجلس الأمانة العامة للأحواز العلمية، كما تدخلت للحث على احترام حرية أربعة ملايين مسلم سنى مهمشين فى المجتمع الإيراني، وهنا أسأل الأزهر الذى هاجمنى على الزيارة: أين أنت ودورك من هؤلاء السنة المهمشين؟ كيف تتركهم يعانون التهميش فى مجتمع شيعي؟ - فى رأيك من الذى يقف وراء حملة الهجوم؟ أعتقد أن من يديرها الإخوان والسلفيون وأذيالهم فى الأزهر، والذين اخترقوا للمؤسسة الدينية والذين كانوا يرتبطون بمكتب الإرشاد أثناء حكم الجماعة، وهنا أسألهم أين موقفكم من محمد حسان الذى زار ليبيا فى عز جبروت القذافى وعدائه مع مصر، ورضى وقتها على حذف بعض الكلمات من القرآن الكريم، وأنا أحتفظ بما يؤكد صحة هذا الكلام لتقديمها لأى جهة تطلبها؟ كما أسأل هؤلاء الأزهريين: أين كنتم عندما تطاول الإخوان على شيخ الأزهر؟ أين كنتم عندما تطاول يوسف القرضاوى على مصر والأزهر؟ كم ندوة أقمتموها لدعم الجيش والشرطة ضد الخطر الداهم بالبلاد؟ أقول لكم: "أنتم يحرككم الغيظ والحقد، أما أنا فأقف ثابتًا كالجبال". - كيف ترى استجابة مجلس الشؤون الإسلامية لحملات الهجوم وقراره بوقفك عن العمل لحين انتهاء التحقيق معك؟ أنا فى الأساس لم أسع قط إلى منصب داخل مجلس الشؤون الإسلامية، وهم من سعوا إلىّ، وإذا ما قرروا وقفى عن العمل، فأنا متنازل بشكل نهائى عن وجود داخل المجلس. - هل تواصل معك أي من الأزهر سواء الإمام الأكبر أو أحد من مكتبه عقب الزيارة؟ لم يتصل بى أحد، فهم لم يتواصلوا معى حين أباح أحد المشايخ السلفيين دمي، أو حين حاول الإخوان تحريف كتاب لي، أو حرق أنصار الإخوان سيارتي، فكيف سيتواصلون معى الآن؟ بالرغم من أن الزيارة ليست غريبة، بالعكس الأزهر شهريًا يرسل وفودًا من مشايخه إلى طهران.