التقرير الخطير الذي نشره موقع الزميلة الأهرام أول أمس ونشرته معها عدد من الصحف والمواقع الإخبارية عن اهدار المال العام ببيع المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة قطعة أرض ببورسعيد بثلث ثمنها تقريبا لأحد أقاربه رغم أنها غير مخصصة للبيع وأن العقد الذي بين النادي ومحافظة بورسعيد يقضي بكونها مخصصة للمنفعة العامة كمكتبة لنادي القضاة وصالة اجتماعات ، هذا التقرير الخطير كنت أنتظر وينتظر الرأي العام المصري كله رد المستشار أحمد الزند عليه ودفاعه عن سمعة نادي القضاة الذي يمثله ، كنت أتوقع نظرا لخطورة الموضوع أن يدعو المستشار الزند لمؤتمر صحفي لشرح وجهة نظر النادي في هذا الاتهام الخطير الذي لا يليق نسبته إلى القضاة وناديهم ، ولكني فوجئت بالمستشار الزند يعلن الدعوة إلى جمعية عمومية طارئة للقضاة للتصدي لاستهداف القضاة وأسرهم ، وندد بالإرهاب الإخواني وقال أن القضاة سيردعون الإرهابيين ، رغم أن هذه لغة أهل الشرطة وليست لغة أهل العدالة ، وأثار الزند والنادي ضجة كبيرة أمس حول واقعة مقتل نجل السيد المستشار محمود السيد المرلي ، رحمه الله تعالى وألهم والديه وأسرته الصبر والسلوان في هذه المحنة المؤلمة للإنسان ، وكانت عدة مواقع قد سارعت بنشر خبر أن القاضي الفاضل المستشار المرلي هو قاضي محاكمة مرسي والإخوان في إحدى القضايا وذلك من أجل أن تنسب واقعة القتل إلى الإخوان بوصفها عملية اغتيال إرهابية مخططة ، وهو الكلام الذي ثبت بعد ذلك أنه غير صحيح أبدا ، وأن المستشار المرلي لا يحكم في أي ملف من ملفات الإخوان الآن ، وإنما يرأس إحدى دوائر التعويضات ، كما ثبت من التحقيقات الأولية أن المرحوم نجله كان ضحية طلقة رصاص طائشة وغير مقصود بها من مجهولين ما زالت الشرطة تبحث عنهم حتى الآن ، وأن الواقعة غير مسيسة في غالب الأمر . المستشار الزند بسرعة البرق ، سارع بإصدار البيانات والتصريحات الإعلامية التي تضع الواقعة في سياق عمليات اغتيال إرهابي ممنهجة للقضاة وترويع أسرهم ، وتجاهل تماما التصحيحات التي صدرت بعد لحظات من الواقعة عبر مصادر أمنية رفيعة ومصادر قضائية وتم نشرها على نطاق واسع في مختلف الصحف ومواقعها الالكترونية ، تجاهل الزند ذلك كله ، وأصر على أن يتحدث بوصف نادي القضاة يتعرض لحرب إرهابية تستهدف القضاة وأسرهم وأنه لا بد من جمعية عمومية طارئة لإعلان الحرب على الإرهاب والتصدي له !! ، وما زلت أتمنى أن يتحفظ رجال العدالة عن تكرار أحاديث المستشار الزند في تلك الواقعة ، لأن توصيف الحادثة وتصنيفها وتوجيه الاتهام فيها من قبل رجال العدالة قبل أي تحقيق وقبل ضبط المتهمين وقبل معرفة أي شيء عن الواقعة يزيد الضرر بسمعة العدالة وشفافيتها في مصر وتنزهها عن الخصومات السياسية ، خاصة وهناك اتهامات دولية شائعة بسبب وقائع وأحكام سابقة . الانطباع الأول الذي وصل إلى كثيرين أن الزند يهرب من الموضوع الأصلي بافتعال الضجيج حول قضية المرحوم محمد نجل المستشار المرلي ، فلن يصدق عاقل أنه كلما أصيب نجل أحد القضاة أو أحد القضاة أنفسهم بسوء ، حفظهم الله ونجاهم من كل سوء ، فإن نادي القضاة سيدعو لجمعية عمومية طارئة لمناقشة الحادث الجلل ، فكل حادث سيارة أو طلقة طائشة في مشاجرات بلطجية أو أي عارض مما يحدث للبشر سيتم دعوة نادي القضاة لجمعية عمومية طارئة لمناقشته ، هذه فجاجة واسعة وصعب استيعابها على أي عاقل ، وإذا ثبت بعد ذلك أن الواقعة عمل إرهابي مقصود فإنها لن تكون هما قضائيا بل هما وطنيا عاما تنتفض الأمة كلها من أجل التصدي له ، وأنا أتمنى من نادي القضاة ومن المستشار الزند إن أصر على هذه الجمعية العمومية للرصاصة الطائشة أن يضع في جدول أعمالها مناقشة "الاتهامات الخطيرة" الموجهة له شخصيا ببيع أرض النادي في بورسعيد بتسعة ملايين جنيه رغم أن ثمنها الحقيقي لا يقل عن خمسة وعشرين مليون جنيه ، وأنه باعها لقريب زوجته ، وأنه باعها بدون مستند ملكية يسمح له ببيعها بما يعتبر اعتداء على المال العام باعتبار قطعة الأرض ملكية عامة وحق البيع والشراء حصري لمحافظة بورسعيد ولا يملك نادي القضاة ولا أي جهة بيعها أو تأجيرها للغير ، هذه هي القضية يا سيادة المستشار ، وأرجو أن تملك الشجاعة لطرحها للنقاش في الجمعية العمومية الطارئة للنادي ، وأما غير ذلك فسيفهمه الناس على أنه قنابل دخان لستر أخبار الواقعة/ الفضيحة ، والهروب من مواجهتها .