يوم 4/9/2014 .. تناقلت مواقع الانترنت مقطع فيديو مسرب لنجل القذافي "الساعدي القذافي".. قال فيه: إنه اتصل بأحد رجال الدولة في الامارات وبعضو في المجلس الوطني هناك حيث طلب منهما تمكينه من اللجوء السياسي، إلا انهما اعتذرا له متحججين بأن دولتهما منشغلة بأمور في تونس. وأضاف الساعدي أن المصادر نفسها أعلمته أنه بعد الانتهاء من تونس سيتم ضرب ليبيا وفق ما جاء على لسانه في الفيديو. وتحدث عن عرض إماراتي تلقّاه لمساعدة سيف الإسلام القذافي على استلام السلطة وذلك قبيل سقوط والده. وقال بحسب القدس العربي إن خطة الإمارات تغيرت بعد سقوط القذافي واتجهت لدعم خليفة حفتر، مضيفا أن حفتر كان يطمع بمنصب رئيس دولة أو نائب رئيس أو زير دفاع. وتقوم الخطة، بحسب الساعدي، على سيطرة حفتر على العاصمة طرابلس ثم تنصيبه حاكما عسكريا لحين الإتيان برئيس، ومن ثم يتنحى بعدها ويكوّن حزبا ويدخل الانتخابات على خطى زعيم حركة «نداء تونس» الباجي قائد السبسي" انتهى من الواضح إذن أن الإمارات هي القائد الخليجي الداعم ل "الثورة المضادة" في كل دول الربيع العربي، ونجحت في واحدة منها.. ولكنها فشلت في تونس وفي ليبيا. ولا يخفى على أحد، أن تجربة الإخوان في مصر، كانت السبب الرئيسي في اجهاض المخطط الإماراتي في تونس وليبيا.. غير أن كل بلد منهما، اختار طريقا مختلفا عن الآخر في مواجهة القوى المالية الخليجية الداعمة لقوى الثورة المضادة. في تونس تعلم الإخوان المسلمون التونسيون "حزب النهضة" من الدرس المصري، وكاد سيناريو القاهرة يتكرر بكل تفاصيله في تونس.. غير أن حزب النهضة، عدل من خططه الرامية إلى الهيمنة والسيطرة على كل السلطات، وتنازل عن الحكم لصالح حكومة مستقلة. ومنذ يومين فوتت حركة النهضة الفرصة على "الذئب الاماراتي".. وأعلنت مرة أخرى رسميا يوم 7 /9/2014.. بأنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية، بسبب عدم رغبتها الهيمنة على جميع السلطات. وقال الناطق باسم الحركة، زياد العذاري، إن "مجلس الشورى قرر عدم ترشيح أي قيادي لانتخابات الرئاسية". وأضاف: "نريدها رسالة إيجابية إلى التونسيين، وإلى شركائنا السياسيين"، موضحاً "لا نريد أي شكل من أشكال الهيمنة، خصوصاً أن "النهضة" تشارك بقوة في الانتخابات البرلمانية". وقال: "اتفقنا على دعم مرشح توافقي لانتخابات الرئاسة، يمكنه جمع التونسيين، ولكننا لم نناقش الأسماء إلى الآن". والحال أن الفضل في انقاذ حركة النهضة من التفكيك والقمع والملاحقات الأمنية والزج بقياداتها ونشطائها في السجون والمعتقلات.. يعود في المقام الأول إلى إخوان مصر.. حيث كانت المحنة بالغة القسوة.. والدرس قاسيا.. وتعلمه الأذكياء التونسيون. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.