القاهرة طالبت الغرب بالضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات للفلسطينيين لإنهاء سيطرة "حماس" على عزة زيارة كيري للمنطقة تسعى لتدشين تحالف دولي ضد داعش وواشنطن تقدم إغراءات للعواصم العربية لدحر "الدولة"
كثفت الدبلوماسية المصرية من نشاطها خلال الفترة الأخيرة، مع قيام وزير الخارجية سامح شكري بجولة أوروبية استغرقت 5 أيام، شملت كلاً من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وهى الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه. واستهدفت الجولة الحصول على دعم أوروبي للتحركات التي تقودها مصر على أكثر من محور، منها استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وتسوية جميع المشاكل العالقة خلال جولة جديدة اتفق على عقدها لها خلال شهر من سريات اتفاق وقف إطلاق النار. وتواجه مصر صعوبة في إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين، بحضور جولة جديدة من المفاوضات في ظل اشتعال الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس"، في ظل وجود ضغوط على الأخيرة، للقبول بسلطة الرئيس محمود عباس، وحكومة التوافق الوطني في إدارة القطاع والمعابر، خصوصًا معبر رفح في ظل ما يتردد عن تحفظ مصري لوجود آلية لتشغيله مع استمرار هيمنة "حماس" على القطاع. وتسعى القاهرة لتنقية الأجواء بين "فتح" و"حماس" عبر إدخال عدد من الفصائل الفلسطينية المرتبطة بصلة وثيقة مع الطرفين لتطويق الخلافات بينهما، لاسيما فيما يتعلق بهيكلة الأجهزة، وسيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر كشرط لتمويل عربي لإعمار غزة، وفك الحصار عن القطاع، وذلك لضمان حضور وفد فلسطيني موحد لمباحثات القاهرة. وتستمر الصعوبات على الصعيد الإسرائيلي؛ إذ يتخوف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء من انهيار ائتلافه الحاكم حال إ‘يفاده مبعوثين إلى القاهرة، لبحث عدد من الملفات شديدة الصعوبة، منها المعابر والميناء والمطار وتوسع الحد البحري المسموح لصيادي قطاع غزة بطول 20 ميلاً، وهي قضايا صعبة تستلزم تقديم تنازلات للفلسطينيين قد تطيح بائتلافه وسط حملة تشكيك في أهليته لحكم إسرائيل في ظل هذه الفترة بعد فشله في إدارة الحرب على غزة. وتعول مصر على دور أوروبي وأمريكي بالضغط على إسرائيل لحضور جولة المفاوضات مع الفلسطينيين في القاهرة، في ظل تشابك الملفات، ووجود رغبة لدى القوى الدولية في دعم مصر لتحالف دولي لإنقاذ ليبيا من الفوضى، والتدخل بقوة لدحر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهي تطورات قد تدفع عواصم القرار الدولي للضغط على نتنياهو للتحلي بالمرونة خلال محادثات القاهرة. ولا يغيب الموقف في ليبيا عن تحركات الدبلوماسية المصرية لاسيما خلال جولة وزير الخارجية الأوروبية للتباحث حول سبل السيطرة على الوضع؛ حيث تخشى مصر من تداعيات سلبية لحالة الفوضى، وسيطرة الميليشيات على مقرات الوزارات في طرابلس وحقول ومصافي النفط في الشرق. وتتريث مصر في الرهان على القوى والفصائل المؤيدة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر والمحسوبين على نظام العقيد الليبي الراحل القذافي، في ظل فشلها في اكتساب أرضية في الشارع الليبي، إلى حد أن مجلس النواب فشل في الانعقاد في أي من المدن الرئيسية مكتفيًا بعقد لقاء في طبرق، شرقي ليبيا، وهو ما جعل مصر تؤكد للأوروبيين أنها لن تتدخل في البشان الليبي إلا عبر الحصول على تفويض من حكومة تحظى بتوافق جميع ألوان الطيف الليبي. يأتي هذا في الوقت الذي كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة عن وجود محادثات مستمرة ومكثفة كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا من جانب، وكل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، حول كيفية مكافحة تنظيم "داعش والحد من تمدده في المنطقة بعد إقدامه على نحر صحفيين أمريكيين أحدهما يحمل الجنسية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، وتهديد للكيان الكردي في شمال العراق. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة ستسعى لتدشين تحالف إقليمي يضم الدول المحورية في المنطقة وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية وغيرهما لمواجهة تمدد "داعش". وتابع: "واشنطن تدرك أنها لن تحقق أي انتصار حاسم ضد داعش إلا حال وجود هذا التحالف لما يوفره من دعم مالي واستخباراتي ولوجيستي للحملة الأمريكية على داعش". وأشار إلى أن "الدول العربية المحورية لم تحسم موقفها من داعش حتى الآن وتنتظر وصول رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة لتحديد أي الخيارات ستتبناها ضد داعش ومدى جدية واشنطن لحسم المعركة مع هذا التنظيم الإرهابي وسط مخاوف من استخدام وجود التنظيم لابتزاز دول الخليج".