رئيس مجلس الشيوخ يهنئ السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر    رئيس مجلس الشيوخ يحيل عددًا من القوانين للجان المختصة والبت فيها    3 أكتوبر 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    بيع 4 قطع أراضٍ بأنشطة مخابز جديدة بالعاشر من رمضان لزيادة الخدمات    مدبولي ورئيس ولاية بافاريا الألمانية يشهدان توقيع إعلان نوايا مشترك بين وزارة الكهرباء وحكومة بافاريا    أمين عام مساعد الجامعة العربية: سيناريوهات الاحتلال مكشوفة وعلينا جميعا إفشالها    بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان    20 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية و6 قتلى بقصف وسط بيروت    العثور على جثة متفحمة داخل شقة في أكتوبر    الحماية المدنية تسيطر على حريق شقة سكنية في مدينة 6 أكتوبر    ضبط 367 عبوة دواء بيطري منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر بالشرقية    نائب وزير الإسكان يتابع موقف تقديم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة دمياط..والمشروعات الجارية    باحث سياسي: حرب إسرائيل بلبنان تستعيد نموذج قطاع غزة.. فيديو    تسيير عدد محدود من الرحلات الجوية لإجلاء البريطانيين من لبنان    السعودية تدعو لوقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني    «اتكلم عن فرقتك وبس».. شوبير يوجه رسالة نارية لمسؤول الزمالك    نائب رئيس الزمالك: زيزو طلب أكثر من 60 مليون للتجديد.. وهذا عيب النجم الأوحد    "من أجل البرونز".. موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي وبرشلونة في كأس العالم لليد    4 أزمات تهدد استقرار الإسماعيلي قبل بداية الموسم    مفاجآت اللحظات الأخيرة في صفقات الزمالك قبل نهاية الميركاتو الصيفي.. 4 قيادات تحسم ملف التدعيمات    التابعي: الزمالك سيهزم بيراميدز.. ومهمة الأهلي صعبة ضد سيراميكا    تشكيل فرانكفورت المتوقع لمواجهة بشكتاش.. عمر مرموش يقود الهجوم    بحث سبل التعاون بين وزارتي الصحة والإسكان في المشاريع القومية    كلية العلوم تعقد اليوم التعريفي لبرنامج الوراثة والمناعة التطبيقية    وزير العدل يشهد مراسم توقيع اتفاقية تسوية منازعة استثمار بين الري والزراعة    ضبط سائقين وعامل لقيامهم بسرقة أموال ونحاس من داخل شركة وورشة بالمعادي والجمالية    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 17 مليون جنيه خلال 24 ساعة    الداخلية تكشف قضية غسل أموال بقيمة ربع مليار جنيه    المتهم الخامس بواقعة سحر مؤمن زكريا يفجر مفاجأة فى التحقيقات    17 مليون جنيه إيرادات فيلم عاشق في دور العرض خلال 3 أسابيع    «وسائل إعلام إسرائيلية»: إطلاق 10 صواريخ على الأقل من جنوبي لبنان    هل رفضت منة شلبي حضور مهرجان الإسكندرية؟.. رئيس الدورة ال40 يحسم الجدل    «قنديل»: ورشة عمل لتحسين الأداء وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    الصحة: تشغيل جراحات القلب في الزقازيق وتفعيل أقسام القسطرة ب3 محافظات    نقيب الأطباء: ملتزمون بتوفير فرص التعليم والتدريب لجميع الأطباء في مصر إلى جانب خلق بيئة عمل مناسبة    أول امتحانات العام الدراسي الجديد 2025.. التعليم تكشف الموعد    ألفاظ خارجة.. أستاذ جامعي يخرج عن النص ويسب طلابه في «حقوق المنوفية» (القصة كاملة - فيديو)    إعلان النتيجة النهائية لانتخابات مركز شباب برج البرلس في كفر الشيخ    ليل ضد ريال مدريد.. سقوط مفاجئ للملكى فى دوري أبطال أوروبا (فيديو)    وزير الثقافة يفتتح الدورة 24 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    زوج إيمان العاصي يمنعها من رؤية أولادها..أحداث الحلقة 15 من «برغم القانون»    الدفاع الروسية: إسقاط 113 مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات روسية    أسعار الفاكهة اليوم الخميس 3-10-2024 في قنا    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    نجاح عملية استئصال لوزتين لطفلة تعانى من حالة "قلب مفتوح" وضمور بالمخ بسوهاج    ‫ تعرف على جهود معهد وقاية النباتات لحماية المحاصيل الزراعية    «يا ليالي الطرب الجميل هللي علينا».. قناة الحياة تنقل فعاليات مهرجان الموسيقى العربية ال 32 من دار الأوبرا    الفنانة منى جبر تعلن اعتزالها التمثيل نهائياً    حكم الشرع في أخذ مال الزوج دون علمه.. الإفتاء توضح    ما هي الصدقة الجارية والغير جارية.. مركز الأزهر يوضح    كيفية إخراج زكاة التجارة.. على المال كله أم الأرباح فقط؟    هانئ مباشر يكتب: غربان الحروب    الانقلاب يدعم المقاومة الفلسطينية بتجديد حبس 153 شاباً بتظاهرات نصرة غزة ً وحبس مخفياً قسراً    محافظ الفيوم يُكرّم الحاصلين على كأس العالم لكرة اليد للكراسي المتحركة    حظك اليوم| برج العقرب الخميس 3 أكتوبر.. «يومًا مليئا بالتغييرات المهمة»    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    تعدد الزوجات حرام.. أزهري يفجر مفاجأة    وزير الصحة الأسبق: هويتنا تعرضت للعبث.. ونحتاج لحفظ الذاكرة الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط يكشف ل «الصباح»: حماس تعرض على إسرائيل هدنة 10 سنوات لإفشال مفاوضات القاهرة
نشر في الصباح يوم 16 - 08 - 2014

- مصر أحبطت مخطط أمريكى يهدف لإقامة ولاية إخوانية فى غزة.. والمخابرات طلبت من الفلسطينيين التزام الصمت
- خالد مشعل يتصل بأردوغان ويطلب وساطته مع الجانب الإسرائيلى بعد فشل تآمرهم على مصر
- «داعش» أداة أمريكية لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات سنية وشيعة وكردية
- ذيول الإخوان والتمويل القطرى ومخابرات تركيا.. ثلاثى إشعال الفتنة فى ليبيا
حذر د. سمير غطاس، الخبير فى الشئون الفلسطينية رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، من الازدواجية فى خطابات حماس وسلوكها، موضحًا أنها عرضت على إسرائيل هدنة لمدة عشر سنوات مقابل أن تعطى إسرائيل المكاسب لحماس مباشرةً وليس عن طريق القاهرة.
وكشف فى حواره مع جريدة الصباح عن تفاصيل المشروع الأمريكى بإقامة ولاية إخوانية فى غزة، وكذلك التآمر الأمريكى القطرى التركى على المبادرة المصرية، قائلاً: مصر تحاول تجنيب الفلسطينيين ويلات هذه الحرب، لأنها تدرك أن هناك أهدافًا سياسية وراء التصعيد، متحدثًا كذلك عن الوضع فى العراق وليبيا.. وإلى نص الحوار:
* الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مازالت مستمرة على الرغم من المبادرات التى قدمت للطرفين.. فما السبب فى ذلك؟
- كل المبادرات التى قدمت، وكذلك المشاورات التى تجرى بين إسرائيل وحماس لم تصل إلى حل حتى الآن، ذلك لأن كلاً منهم يرفع سقف مطالبه عند الجلوس على مائدة المفاوضات، والغريب أن كل المطالب التى تقدمت بها حماس تحديدًا تتعلق باتفاقية «أوسلو»، التى هاجمتها على طول تاريخها.
لكن رغم ذلك، مازال الجانب المصرى يحاول التقريب بين الطرفين، ولكن هناك تعتيم على ذلك، بناءً على تعليمات المخابرات المصرية، التى طلبت من الوفد الفلسطينى الالتزام بالتوقف عن الإدلاء بأى تصريحات قد تؤدى إلى نتائج عكسية.
* هل طلبت حماس إدراج معبر رفح فى المفاوضات مع إسرائيل؟
- بالفعل حدث ذلك، وهو الأمر الذى رفضته مصر بشكل مطلق لرفضها تدخل أى طرف فى معبر يخص سيادتها، وألا تُخضع هذا المنفذ لابتزاز إسرائيلى، ومن الوارد أن توافق إسرائيل على هذا الأمر حتى يكون ورقة فى يديها لرفض مطالب أخرى، لذلك كان الإصرار المصرى أن تكون ترتيبات معبر رفح بينها وبين السلطة الفلسطينية، وعقدت مفاوضات ثنائية مشتركة ونزعت هذه الورقة من إسرائيل فى التفاوض، وشددت بالمقابل على أن تقبل إسرائيل بالتوازى فتح كل المعابر الخمسة الرابطة بين إسرائيل وقطاع غزة. وبشكل عام فإن مصر تبنت فى الغالب أغلب المطالب الفلسطينية، وحاولت الضغط على إسرائيل بقدر الإمكان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، حيث طلبت عقد تهدئة ووقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، ووافق الطرفان عليها وانتهت دون خرق للهدنة.
* لكن الجانب الفلسطينى قال إنه لن يلتزم بوقف إطلاق النار نتيجة التعنت الإسرائيلى.. ما تعليقك؟
- صحيح، وعندما عادت إسرائيل لعملها العسكرى عادت المقاومة للرد، لكن حماس لم تطلق طلقة واحدة رغم أنها من طالب بعودة إطلاق النار، وبعد المجازر من قتلى وتدمير منازل وغيرها، عاد الطرفان لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة.
* ما المشكلة إذًا؟
- المشكلة أن المفاوضات مرتبطة بوقف إطلاق النار، الجانب الفلسطينى يرفض تمديد وقف إطلاق النار وإسرائيل تصر على أنها لن تجرى أى مفاوضات فى ظل إطلاق النار وهذه معضلة كبرى، لأنه عندما رفض الجانب الفلسطينى أو حماس بالتحديد وقف إطلاق النار، ومع ذلك لم تطلق طلقة واحدة تجاه إسرائيل، والذى تولى إطلاق النار سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامى ولجان المقاومة الشعبية وكتائب صلاح الدين، واعتبر الإسرائيليون أن هذه رسالة واضحة من حماس على أنها مستعدة لاستئناف وقف إطلاق النار ومستعدة للمفاوضات، وهذا الموقف المزدوج لحماس مواكب لها منذ الحرب إلى الآن.
* إذًا بم تبرر هذا الموقف المزدوج من حماس؟
- مواقف حماس دائمًا ما تدل على التناقض والازدواجية، والسبب فى ذلك أنها كفصيل يسعى لخدمة مصلحته وليس مصلحة الفلسطينيين، وبالتالى حينما يحاول الوفد الفلسطينى الجلوس على مائدة المفاوضات، نجدها تفتح مسارات موازية للتفاوض المباشر أو غير المباشر مع إسرائيل، مما يعرقل أى جهود للتهدئة. وعلينا أن نعلم أن المنطلقات الأساسية لحماس علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، وقطر، وتركيا.
* هل تقف إذًا وراء التآمر على المبادرة المصرية؟
- تدخلت مصر فى الأسبوع الأول للحرب على غزة، بشكل غير رسمى دون أن تعلن مبادرات، وعرضت وساطة لوقف التصعيد، لكن حماس اشترطت مباشرة أن يفتح معبر رفح تحت وصايتها وسلطتها، ما دعا مصر لسحب وساطتها لوقف التصعيد لأنه لا علاقة للتصعيد الإسرائيلى بمعبر رفح، خاصة بعد إعلان حكومة الوحدة الوطنية بغزة عن ترتيبات بين السلطة المصرية وبين السلطة الفلسطينية على أن يتم إعادة فتح معبر رفح وفقًا لبروتوكول 2005، ولكن الواقع يشهد تصعيدًا بشكل متسارع، فخالد مشعل يتصل بأردوغان ويطلب وساطته مع الجانب الإسرائيلى فى محاولة لتجاوز الدور المصرى بل ويوجه إهانات شديدة للجانب المصرى.
* هناك من يقول إن المبادرة المصرية لم تعرض على حماس من الأساس.. ما مدى صحة هذه المعلومات ؟
- حماس وضعها فى قطاع غزة غير مشروع، والقيادة المصرية أرادت فى هذه الحرب أن تصحح خطأ تاريخيًا متكررًا وهو أن تعقد الاتفاقات مع أكثر من فصيل فلسطينى وليس منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية فى السابق، والمعلوم أن إسرائيل أكثر طرف يشعر بارتياح لعقد الاتفاق مع فصيل وليس منظمة التحرير، لأن ذلك يكرس الانقسام الفلسطينى، ومشروع فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وإبقاء حماس فى غزة، وهو ما فطنت إليه مصر منذ اليوم الأول.
* لماذا الإصرار الأمريكى وحماس على إدخال قطر وتركيا فى مبادرة التسوية؟
- مصر تعلم أن هناك مشروعًا أمريكيًا لإدخال قطر وتركيا لهذه المبادرة، يرتكز على محاولات لعودة الإخوان المسلمين مرة أخرى إلى الحياة السياسية فى مصر، بهدف إقامة إمارة إخوانية فى قطاع غزة تعوضها عن خسارتها فى مصر، وتبقى خطرًا موجودًا على حدود مصر الشرقية، ولذلك قبل يوم واحد من وصول «جون كيرى» إلى مصر أعلنت مبادرتها، وتزامن ذلك مع انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب فى القاهرة بدعوة من الكويت التى ترأس الدورة الحالية للجامعة العربية، وعرضت المبادرة على العرب فأصبحت مدعومة عربيًا، لذلك أجّل جون كيرى زيارته لمصر نتيجة إعلان القاهرة من طرف واحد مبادرتها التى قطعت الطريق على المشروع الأمريكى لدمج قطر وتركيا فى هذه المبادرة تمهيدًا لتمرير مشروع إقامة ولاية إخوانية فى قطاع غزة.
* ولكن حماس هاجمت المبادرة المصرية ووصفتها بالخنوع والإذلال.. ما تعليقك؟
- حماس بالفعل وجهت اتهامات بذيئة لهذه المبادرة، رغم أن القاهرة عندما أعلنت مبادرتها تقريبًا نسخت المبادرة التى وقع عليها خالد مشعل فى مصر 25/11/2012 برعاية محمد مرسى بحضور كلينتون وزيرة خارجية أمريكا فى ذلك الوقت، ولا يوجد كلمة واحدة فى المبادرة تختلف عن مبادرة مصر بما فيها البند الثانى الذى وقع عليه خالد مشعل هنا فى مصر، والذى يشترط وقف الجانب الفلسطينى أعماله العدائية ضد إسرائيل، وأنا واجهت موسى أبو مرزوق أحد قادة حماس على الفضائيات وقلت إنكم وافقتم على إسقاط خيار المقاومة واستبدلتموه بتعبير الأعمال العدائية ضد إسرائيل ولم يستطع أن يرد، وللعلم فلا يوجد فى الاتفاق الذى وقع عليه خالد مشعل هنا فى القاهرة «وقت مرسى» أى كلمة واحدة تنص على رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، و لا أى عبارات توسيع أو تضيق مساحة الشريط الحدودى الذى تمنع إسرائيل وجود فلسطينيين فيه أو مبان أو إتاحة الصيد لمساحة أطول إلى آخره من كل ما تطالب به حماس الآن، وبالتالى فكان الهدف الرئيسى من التدخل المصرى تجنيب الفلسطينيين ويلات هذه الحرب.
* وماذا بعد التصعيد وهل تم كشف المخطط؟
- بعد التصعيد فى المرة الثانية، حاول كيرى العودة إلى مصر مرة أخرى وفى جعبته دمج قطر وتركيا فى المبادرة، لكن مصر سبقت زيارته بإعلان صادر عن وزارة الخارجية بأن المبادرة مغلقة ولن يعاد فتحها، وبالتالى أجل كيرى مرة ثانية زيارته لمصر، وعندما تصاعدت الخسائر فى الجانبين حضر كيرى إلى مصر وغادرها إلى تل أبيب وعاد إلى القاهرة، وفى اليوم التالى أوعز إلى فرنسا بعقد مؤتمر دولى فى باريس استبعدت منه مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتم كشف المخطط، ودعا إليه قطر وتركيا، وكانت هناك رغبة أن تحل قطر وتركيا محل مصر لكن هناك عوامل أفشلت ذلك.
* ما هى؟
- صلابة الموقف المصرى، والموقف الفلسطينى المتمثل فى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، فالرئيس أبو مازن قال هذا المؤتمر غير شرعى.. كنا على وشك التوصل لاتفاق بوساطة مصرية مع الجانب الإسرائيلى لوقف هذه الحرب وتحقيق المطالب الفلسطينية، وأنتم بمؤتمركم شجعتم العدوان على الاستمرار، وأفسدتم ما توصلنا إليه، والطرف الثالث الذى أسهم فى إفشال المفاوضات حركة الجهاد الإسلامية، حيث أصدرت ثلاثة إعلانات فى غاية الأهمية، حيث تمسكت بالمبادرة المصرية ورفضت أى تغيير لها، الإعلان الثانى كان بالغ الأهمية لأن قطر تقدمت بمبادرة قالت إنها تحمل مطالب حركة المقاومة، وهذا ليس صحيحًا، هى تحمل مطالب حماس فقط، وفى هذه المطالب كان هناك مطلب يقول وضع المعابر وخاصة معبر رفح تحت الإشراف الأمريكى، وبتسوية وتحكيم أمريكى رفضت حركة الجهاد الإسلامى وبشكل قاطع أن تكون الولايات المتحدة جزءًا من أى تسوية، نتيجة علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل، وبالتالى أصبحت المبادرة القطرية ليس لها علاقة بالمقاومة، والتصريح الثالث والأخطر وجه السيد رمضان شلح أبو عبدالله أمين للجهاد الإسلامى قال فيه: على الإخوان فى حماس أن يقيموا الاعتبار الأول لخصوصياتنا كفلسطينيين، وكان هذا يعنى بالنص الصريح أن على حماس أن تقيم اعتباراتها للمصلحة الوطنية الفلسطينية وليس لاعتبارات لها دخل بجماعة الإخوان المسلمين أو قطر أو تركيا، وعاد الجميع للمبادرة المصرية مرة أخرى.
* ماذا كان رد فعل حماس بعد انكشاف أمرها؟
- حاول خالد مشعل وقيادات الإخوان عرقلة الوفد الذى دعت إليه مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن مصر أصرت على ثلاثة شروط أن يأتى وفد ممثل لكل الفصائل وبرئاسة منظمة التحرير، وأن يكون لديه مطالب محددة، وأن أى تسوية سوف يتم عقدها لن تسمح مصر أن تمس إطلاقًا بالسيادة المصرية أو معابرها أو أراضيها، وبالتالى لن تقبل مصر أى تسوية فيها رقابة دولية أو إشراف دولى، فى ضوء ذلك طلب أبو مازن بسرعة تشكيل الوفد الفلسطينى، فحاولت حماس أن تعطل وماطلت لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ثم اشترطت أن يشكل وفد حماس من خمسة أعضاء مقابل اثنين من منظمة التحرير وغيرها من الفصائل، وعلى الرغم أن هذا ليس تمثيلاً عدديًا ولكن حماس أرادت كجزء من مشروعها الاستيلاء على السلطة والسيطرة عليها، وإقامة إمارة إخوانية أن تظهر وكأنها أكثر عدد من باقى الفصائل، ومع ذلك تجاوزت مصر عن هذه المسألة وأرسل الوفد.

* كيف تصاعدت الأوضاع بعد ذلك ؟
- فى الوقت الذى شاركت فيه حماس الوفد الفلسطينى فى القاهرة ظهر هناك ثلاثة أمور، أخطرها أن أكمل أوغلو وزير خارجية تركيا أعلن أن لديه تفويضًا من حماس أن تفاوض تركيا نيابة عن حماس وإسرائيل فى نفس الوقت الذى كانت تعقد فيه المفاوضات فى مصر، أيضًا خالد مشعل ظهر على إحدى القنوات الأجنبية وقال: إننا نفاوض إسرائيل بشكل غير مباشر عن طريق وزير الخارجية القطرى وبرعاية أمريكية، والأخطر من ذلك ما نشرته جريدة الرسالة الناطق الرسمى باسم حماس فى مقال اعترفت فيه أن هناك مفاوضات مباشرة تعقد بين إسرائيل وبين حماس فى نفس توقيت مفاوضات القاهرة، كما عرضت حماس على إسرائيل هدنة لمدة عشر سنوات مقابل أن تعطى إسرائيل المكاسب لحماس مباشرةً وليس عن طريق القاهرة.
* بعد انتهاء المفاوضات ما مصير حكومة الائتلاف الفلسطينى؟
- مصر انتهزت فرصة وجود الوفد الفلسطينى بالقاهرة، وطلبت منه تحصين وضعه، بإجراء مباحثات داخلية لإعادة الروح لحكومة الوحدة الوطنية، التى ترفضها إسرائيل وتتهم أبو مازن أنه يتحالف مع الإرهابيين، وحماس تحاول أن تتهرب من هذه الحكومة وتفرض شروطًا، وتحاول أن تعيد سيطرتها على قطاع غزة بمشروع الإمارة الإخوانية بدعم من الولايات المتحدة وكل من قطر وتركيا، وفى ظل ذلك الجانب الفلسطينى يتمسك بحكومة الوحدة الوطنية، وبحث فى القاهرة تمكين حكومة الوحدة الوطنية، وتمثيل كل الفصائل حتى تعيد مسألة الوحدة الوطنية وتقطع الطريق على مشروع فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبشكل عام هناك تقدم لكن الأمر محفوف بالمخاطر.
* لماذا رفضت مصر مطلب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة؟
- مصر رفضت ذلك والفلسطينيون أيضًا، لأنها ترى أنها ما دام هناك احتلال هناك حق للمقاومة، لكن الأمر يعود للجانب الفلسطينى إذا وجدت سلطة فلسطينية مشتركة وموحدة فى قطاع غزة، ويمكن أن تطلب حمل السلاح وليس نزع السلاح، واستخدامه وفقًا للمصلحة الوطنية الفلسطينية وليس لتحقيق مصالح فصائل فلسطينية بعينها، وهناك الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تسعى إلى استصدار قرار من الأمم المتحدة بنزع أو تقييد السلاح الموجود فى غزة إسرائيل لإعادة إعمار القطاع.
* كيف ترى القصف الأمريكى لمواقع داعش فى العراق ؟
- تدخل الولايات المتحدة جاء متأخرًا جدًا لتكرس ترسيم حدود التقسيم الطائفى الذى اخترعته، فبعد غزوها للعراق أول شىء صنعته أنها فككت الجيش العراقى وسمحت بإقامة جيش طائفى على أسس طائفية، وفوضت إيران أو وكلتها للتدخل فى الشأن الداخلى العراقى، وإيران هى من عينت رئيس وزراء شيعيًا مواليًا لإيران، وتدخلت بشكل فاضح فى الشأن العراقى، وقتلت كل الطيارين الذين شاركوا فى الحرب منذ ثمانى سنوات، وألقت بجثثهم على المزابل، وبالتالى الولايات المتحدة الأمريكية هى التى بدأت مشروع تفكيك العراق إلى ثلاث دويلات طائفية كردستان لديها استقلال ذاتى، وهى تصدر نفطها عبر تركيا، وبها نفوذ إسرائيلى واضح وبعثة أمريكية كبيرة، وتقريبًا استقلت بكردستان الشيعة عبر رئيس الوزراء والجيش الطائفى مارسوا ضغطًا وعسفًا ضد السنة فى العراق، ما دعا إلى ظهور حركة داعش التى يعتقد أن الولايات المتحدة ساهمت فى إنشائها وجزء من السنة وخاصة بقايا النظام السابق أعلنوا تضامنهم مع حركة داعش ويساعدونها، وهذه الجماعة بدأت عملها ضد الشيعة كرد فعل نتيجة العمل الطائفى العنصرى الذى تستخدمه وتعتمده الحكومة العراقية، ربما حدث تطهير عرقى بدأه النظام ضد السنة فى المناطق الشيعية، وبدأته واستكملته داعش فى المناطق السنية، لكن داعش توسعت فى أعمالها، عند ذلك تدخلت الولايات المتحدة بعمل شديد التواضع بقصف جوى أوقف تقدم داعش تجاه المناطق الكردية، لأنها محمية أمريكية والأهم من ذلك أنها تكرس رسم الحدود الطائفية، وهذا القصف الغرض منه فقط تكريس التقسيم الطائفى إلى ثلاث دويلات سنية، شيعية، كردية.
* ما تفسيرك لحالة الصمت التى تتبعها الإدارة الأمريكية إزاء جرائم الإبادة التى يتعرض لها مسيحيو الموصل؟
- من يدقق فى المواقف الأمريكية سيدرك جيدًا أنها لن تنتفض على الإطلاق لحقوق الأقليات خاصة المسيحيين رغم وجود يمين مسيحى متطرف موجود لديها، فمثلاً عند حرق أكثر من خمسين كنيسة فى مصر ماذا حدث؟ وعندما تعرضت الكاتدرائية ولأول مرة فى تاريخ مصر إلى اعتداء فى زمن الإخوان لم يصدر حتى تصريح أو بيان إدانة منها، وفى سوريا تم الاعتداء على واحدة من أقدم الكنائس فى العالم ولم نسمع تصريحًا أو تعليقًا على ذلك.
* كيف تنظر للأوضاع الملتهبة فى ليبيا بعد ظهور «حفتر» وحلمه بمظلة الأمم المتحدة؟

- الولايات المتحدة سلّمت للقذافى عبد الحكيم بالحاش القيادى بتنظيم القاعدة الذى كان موجودًا فى جوانتانامو، فحبسه القذافى عامين وأفرج عنه سيف الإسلام، وعمل مع نجل القذافى كوسيط بينه وبين الجماعات الإسلامية ليلعب القذافى الدور الذى كان يتوهم أنه يلعبه مع الجماعات الإسلامية، هو نفسه عبد الحكيم بلحاش الذى انقلب على القذافى وهو عميل قطرى استقبل رئيس المخابرات القطرى فى قلب ليبيا وسلمه كل ملفات المخابرات القطرية، وقطر كما هو معروف تمول كل الجماعات الإسلامية الموجودة، وبعدها جرى تدخل من حزب الناتو بالقصف الجوى للقضاء على نظام القذافى كجزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير، والأدوات هى جماعة الإخوان المسلمين التى جرى دعمها وإحياءها، والتى أقامت تنظيمًا مسلحًا استولت فيه على أسلحة القوات الليبية، والجماعات الإرهابية المسلحة مثل أنصار الشريعة.. وغيرها من الجماعات التى استغلت الموقف ونقلت نشاطها الأكبر إلى ليبيا؛ بسبب الرغبة فى الحصول على مستودعات الأسلحة الضخمة التى كان يكدسها القذافى، وبل الفعل استولت على أغلب هذه المخازن، لأن هناك بطالة وتشوه سياسى لدى جيل كامل من الشباب الليبى، ما جعلهم عرضة للانضمام لتلك الجماعات المسلحة تحت كل المسميات، وهناك قيادات كبيرة فى تنظيم القاعدة فى ليبيا مثل أبو أنس الليبى الذى اختطفته الولايات المتحدة وغيره من قيادات تنظيم القاعدة داخل ليبيا، وهناك تحالف قوى بين الإخوان المسلمين وبين هذه الجماعات عندما ضج الشارع الليبى بسيطرة هذه الميليشيات، ومجددًا تم إحياء النزعة القبلية لأن القبائل أصبحت مسلحة ولديها ميليشيات وبسطت سيطرتها القبائلية على بعض المناطق خارج حدود الدولة، والميليشيات المسلحة أخذت مناطق نفوذ عديدة، والإخوان المسلمين وضعت يدها على مناطق، وفى ذلك الوقت خرجت دعوة حفتر للحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وعلى ضرب المشروع الإخوانى الإرهابى الذى ينسق مع جماعة القاعدة فى ليبيا، لكن حفتر بقواته وهو جزء من الجيش الليبى السابق فى مواجهة هذا التكتل أضعف من أن يتصدى لهؤلاء بمفرده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.