اتخذ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء قرارًا نهائيًا حول حجم قوات الاحتلال الأمريكية، التي سيبدأ سحبها من أفغانستان، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، مشيرًا إلى أنّه محافظ على التزامه ببدء الانسحاب في يوليو المقبل. وزعم كارني أنَّ الولاياتالمتحدة حققت نجاحًا "ملحوظًا" في تحقيق الأهداف العسكرية في أفغانستان، مضيفًا أنّ "العملية (التي اتخذ أوباما عبرها القرار) كانت تتعلق بالمهمة الّتي كان قد وضعها في العام 2009". وأفاد مصدر أنَّه سيتم سحب 10 آلاف جندي في العام الأول، و20 ألفًا في العام المقبل، ليصل عدد الجنود الذين سيتم سحبهم حتى نهاية العام 2012 إلى 30 ألف عنصر. وذكر مصدر في الكونجرس الأمريكي أنَّ وزير الدفاع، روبرت جيتس يؤيده في ذلك قائد قوات الاحتلال الأمريكيَّة في أفغانستان ديفيد بتريوس يريد سحب ما بين 3 و5 آلاف عنصر خلال العام 2011. وكان مسئول أمريكي بارز قد ذكر في وقت سابق، الثلاثاء، أنّ أوباما سيلقي خطابًا، الأربعاء، بشأن بدء سحب قوات الاحتلال الأمريكية من أفغانستان، في محاولة لوقف الخسائر اليوميَّة التي تتعرض لها قوات الاحتلال هناك، على أيدي مقاتلي حركة طالبان والمقاومة الأفغانية. وأيَّد قرابة ثلاثة أرباع الأمريكيين سحب جزئي أو كامل لقوات بلادهم من أفغانستان، بحسب استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن"، بالتعاون مع "أوبنيون ريسيرش كورب"، خلال الفترة من الثالث إلى السابع من يونيو الجاري. وتتزامن التطورات مع تصعيد حركة طالبان لهجماتها، التي أوقعت العديد من القتلى بين قوات الاحتلال، مما أجبرها على اتخاذ قرارها السابق بضرورة الإسراع في الانسحاب. ومؤخرًا، قالت الأممالمتحدة في تقرير حول الوضع في أفغانستان أنّ مايو الماضي كان الأكثر دموية على صعيد الخسائر البشرية بين المدنيين، منذ عام 2007، إذ سُجل فيه مقتل 368 شخصًا. وخرجت مظاهرات عدة في أنحاء أفغانستان تندد باستهداف قوات الاحتلال للمدنيين، وهو ما كان يرد عليه دائمًا قيادات الاحتلال بأن هذه الهجمات تأتي ب"الخطأ".