مبدئيا لا أعرف أين يقع حوش بردق وأعتذر لسكانه.. لكن دائما نسمع جملة "هو احنا قاعدين في حوش بردق" إذا كانت هناك أصوات عالية متنافرة لا تفهم من أصحابها شيئا.. الكل يريد أن يتكلم بالعامية وبالدراع وبالصوت العالي. هذا هو حال حلقة برنامج "90 دقيقة" بقناة المحور يوم الأحد... خمسة ضيوف بينهم واحدة ترتدي ملابس العفاريت وتقلد أمنا الغولة التي يخوفون بها الأطفال الأشقياء تسرسع وتستخدم يديها المخيفتين وكأنهما ستخرجان من الشاشة.. تقاطع من يتكلمون وتحاول فرض رأيها بالقوة ومذيعة صارت في حجم هوجان تفشل في إدارة الحوار وتقاطع الضيوف ولا تتح الفرصة لأحد ليكمل جملة. انتهي الجزء الأكبر من الحلقة التي تناقش قضية هامة هي قوانين الطفولة والأسرة دون أن يستفد المشاهد بمعلومة واحدة. وحسنا اكتفت المذيعة بهذا القدر حتي لا نشاهد أمنا الغولة علي الشاشة ولا أدري من الذي يختار الضيوف.. المذيعة.. أم الإعداد.. أم رئيس التحرير.. أم صاحب القناة؟!! وتسألني لماذا شاهدت البرنامج أقول لك بأننا قرأنا أن صاحب القناة تعاقد مع المذيع المصري المحبوب في قناة العربية محمود الورواري ليقدم برنامج 90 دقيقة مع ريهام السهلي بعد رحيل معتز الدمرداش لكن لم يظهر الورواري طوال الحلقة وربما كانت حلقة قديمة معادة.. الله أعلم!! الجزء الثاني من الحلقة كان إعلانا صريحا لإحدي شركات الألبان والمياه المعدنية.. استضافت المذيعة اثنين من العاملين في الشركة يتحدثان عن مزايا منتجاتها وهو إعلان صريح ولم أشاهد في حياتي برنامجا حواريا تديره مذيعة البرنامج للإعلان عن منتجات شركة اللهم إلا إذا كان الدكتور حسن راتب صاحب قناة المحور هو نفسه صاحب شركة الألبان والأيس كريم والمياه المعدنية وحتي لو كان هو مالكها لا يجوز أبدا أن يسخر برنامجا المفروض أنه ينافس قنوات أخري يحوله إلي إعلان لمنتجات شركته وأثق أنه لا يملك هذه الشركة وليس شريكا فيها وحتي لو كان شريكا من غير المعقول أو المقبول أن يحول قناة تليفزيونية المفروض أنها محترمة إلي "هنا إذاعة كامب شيزار" والإذاعات الأهلية قبل إنشاء الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934!! المهم.. سقطت الحلقة وسقط البرنامج وسقطت القناة في حوش بردق.. ويا خسارة فقد كانت أول قناة فضائية مصرية وسبقت كل الفضائيات الأخري في مرحلة البث لكنها للأسف تتراجع يوما بعد يوم لأنني كنت ومازلت من مشاهديها. بقلم : محمود معروف الجمهورية