"أدب وقلة أدب" كان عنوان باب أدبي يكتبه الروائي الراحل فتحي غانم كان يتناول الالتزام في الأدب وليس الإلزام وكان يرصد الانفلات في الكتابة والخروج علي السيناريو الاخلاقي. وذات يوم غضب الاديب الروائي فتحي غانم من المؤرخ الراحل عبدالعظيم رمضان حين كتب مقالا يرد به علي الكاتب الصحفي محمد الحيوان رحمه الله وكان عنوان المقال "اسكت يا حيوان" يؤمئذ انهال العقاب علي المؤرخ المثقف الذي استخدم اسم عائلة الكاتب الصحفي كصفة لتحقيره بين ذويه.. غير ان شطارة بعض المحامين اعتبرت عنوان مقال عبدالعظيم رمضان هو من قبيل "الاذي المشروع" وهو وصف قانوني للدكتور جمال العطيفي. ولم أجد عنوانا يعبر عن حال "عنف الرموز" الذي استفحل وأصبحت رائحته تزكم الانوف سوي العنوان المهذب لباب فتحي غانم وأنا من جيل الاحترام حتي في المجادلات، لأن الشتائم بالأب والأم هي أساليب معاصرة سائدة في هذا الزمان الضرير. وفي بداية عملي في التليفزيون وصفتني بعض الأقلام بالمستفز لأني جئت ممتطيا حصان الصحافة التليفزيونية بالجرأة واعتبر البعض هذه الجرأة استفزازا. ومرت الأيام وجاءت أيام توصف بالخزي والعار وقلة الأدب علي حد وصف فتحي غانم المهذب. في هذا الزمان الضرير ثلاثة مشاهد لا تخطئها البصيرة واحد علي شاشة تليفزيون الدولة جرت فيه أحداث يندي لها الجبين في برنامج يحشد له كل المقومات وقد يقوم كبير بإعداد إحدي فقراته وفي البرنامج المذكور سمع الناس في مصر كلاما مؤذيا من "حوش بردق" واطرف ما في الأمر ان أحد العاملين صرح بقوله ان عدد الإعلانات التي انهالت علي البرنامج في تلك الليلة السودة 96 إعلانا و.. يافرحتي!! مشهد آخر كروي حين أصبحت الكرة ونجوم الكرة واستديوهات تحليل الكرة، مراكز قوة ولا أعرف من أين تستمد هذا السند فقد حدث في مباراة جرت مؤخرا أحداث عنف وشجار بالأيدي ونداءات من "حوش بردق" التي لا أعرف موقعها من الممكن ان يغلق موسما كرويا بالضبة والمفتاح ولكن الكورة صمام أمان من الاشتعال والغليان ووسيلة تفريج عن الناس والغل الساكن في الصدور وفي المباراة محاولة صارخة للاعتداء علي الحكم وقذف حجارة علي أرض الملعب وسباب جماعي من جماهير النادي علي الحكم وتلفيات حصيلة الشغب وكانت الصورة قبيحة شكلا وموضوعا لا فيها روح رياضية ولا انتماء بنكلة ويتلخص الموقف في عبارة: قلة أدب. مشهد آخر في السياسة فيه "حوش بردق حاضر" حيث في مجلس الشعب يتبادل نواب المجلس الموقر الردح لاكثر من ساعتين في الاجتماع المشترك من لجنتي الدفاع والأمن القومي وحقوق الإنسان (!!!!) وبعلامات التعجب الأربع اختم مقالي المهذب.