وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 سبتمبر أن لحظة الحقيقة تقترب بسرعة من بوتين، ومن أجل مصالح روسيا الأوسع يجب عليه التراجع الآن, ووقف غزوه أوكرانيا, ومحاولة إنقاذ ما تبقى من موقفه المتضرر في العالم. وتابعت الصحيفة أن أقوى سلاح ضد بوتين هو غروره، حيث يتخيل نفسه محبوبا، ويعتقد أنه والد الأمة الروسية، ومن هذا المنطلق, يجب على الغرب أن يبذل كل ما في وسعه لإقناع الروس العاديين بأن حرب بوتين طريق مؤكد إلى كارثة, وأن زعميهم يخون مصالحهم. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن الأزمة الأوكرانية لا يمكن حلها عسكريا. جاء ذلك قبل يومين من قمة لحلف حلف شمال الأطلسي "الناتو" ستبحث خطة لمواجهة ما يعتبره تدخلا روسيا في شرق أوكرانيا، حيث تقاتل القوات الحكومية انفصاليين موالين لموسكو. وقال بان كي مون الثلاثاء -في تصريحات له أثناء زيارة إلى نيوزيلندا- إن على الدول الغربية أن تعي وهي تبحث مواجهة التدخل الروسي في أوكرانيا أن الحل العسكري لن يحل الأزمة. وأضاف أن الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي هو "الطريق الأكثر أمانا"، معربا عن أسفه لما وصفه بالوضع الفوضوي في أوكرانيا، والتداعيات الخطيرة التي يحدثها إقليميا وعالميا. وتأتي تصريحات بان كي مون في وقت يعقد فيه رؤساء دول وحكومات دول حلف الناتو يومي الخميس والجمعة قمة يتوقع أن يقروا خلالها خطة تحرك للرد على ما تصفه بتدخل روسيا في الأزمة الأوكرانية, والذي تنظر إليه الدول الأعضاء في الحلف المتاخمة لهذا البلد (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) على أنه خطر يتهددها. وكان الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أكد أمس الاثنين أن آلاف الجنود من الحلف يمكن أن ينتشروا جوا وبرا وبحرا في غضون أيام في أوروبا الشرقية. ومنذ أسبوع, تتهم كييف والدول الغربيةروسيا بإرسال جنود نظاميين إلى شرق أوكرانيا، استنادا إلى صور بالأقمار الاصطناعية، وفي حين تقول كييف إن 1600 جندي روسي دخلوا أراضيها يقول الحلف إن عدد هؤلاء هو ألف جندي، بينما تنفي موسكو هذا الأمر نفيا باتا. وأمس الاثنين, أعلن الجيش الأوكراني أن قواته انسحبت من مطار لوغانسك الرئيسي في شرق البلاد, بعد تعرضها لهجوم من قوات روسية. وكان بيان سابق للجيش ذكر أن المظليين الأوكرانيين يقاتلون كتيبة دبابات روسية من أجل السيطرة على المطار الواقع خارج المدينة التي تعد معقلا للانفصاليين على الحدود مع روسيا. ويشكل هذا الانسحاب إخفاقا جديدا للقوات الأوكرانية التي كانت تتقدم على مواقع الانفصاليين حتى الأسبوع الماضي عندما فتحوا جبهة جديدة في الجنوب بدعم من القوات الروسية، حسب ما تقول كييف والحلف الأطلسي. وفي الأسبوع الماضي، استولى انفصاليون تقول كييف إنهم مدعومون من رتل مدرعات روسي على بلدة نوفوازوفسك وأصبحوا يهددون ميناء ماريوبول. وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين إن بلاده لن "تتدخل عسكريا" في أوكرانيا، مشددا على ضرورة التباحث بشأن "وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط" في المحادثات المقررة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء بين ممثلين عن كييف وموسكو. وصرح لافروف -في لقاء مع طلاب روس- بأنه "لن يحصل تدخل عسكري، نحن نؤيد فقط تسوية سلمية لهذه الأزمة الخطيرة، لهذه المأساة". واندلعت الأزمة شرق أوكرانيا بعد أن أطاح البرلمان الأوكراني بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي، وقامت روسيا بحشد قواتها على الحدود الشرقيةلأوكرانيا، كما انضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بموجب استفتاء. ورد حلف شمال الأطلسي بإرسال تعزيزات لشرق أوروبا في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة