الزميل جمال بدوي رئيس التحرير السابق لصحيفة الوفد ، لانعرف حتى الآن وكما عهدناه دائما : مع من وضد من ؟! زميلي الكاتب الصحفي بدوى ، كان أول من افتتح به النظام مسلسل التعدي على الصحفيين بالضرب ، وتلقى الرجل "علقة ساخنة" في شارع صلاح سالم الشهير بالقاهرة .. وبلع بدوي العلقة .. بل وجدناه واحدا من أقرب الصحفيين لوسائل اعلام الحكومة .. ويهدونه برنامجا يقدمه في تليفزيون صفوت الشريف كان بكل المقاييس أكبر من امكانياته ، إذ قدم فيها نفسه للجمهور المصري باعتباره "مؤرخا" يفهم في التاريخ العربي الاسلامي ، أفضل من العلامة ابن خلدون نفسه ! والنتيجة أننا سمعنا تفسيرا للتاريخ السياسي الاسلامي يفطس من الضحك ! كنا نتوقع من بدوي أن يتحول إلى "معارض" شرس لسياسات الذين تعدوا عليه .. اسوة بزملائه : مجدي حسين الذي ضرب في وسط ميدان باب الخلق بشارع بورسعيد بالسيدة زينب ،عقابا له على كشف فساد عائلة وزير داخلية سابق ، ثم غلق حزبه "حزب العمل" بالضبة والمفتاح وتعليق صحيفته "الشعب" ببلطجة حكومية ليس لها مثيل حتى في اعتى الانظمة الشمولية وأكثرها "جليطة" في تحدي احكام القضاء . زملاء "بدوي" الذين مروا بتجارب مشابهة له في مسيرته الصحفية كثر، كان آحدهم الزميل ابراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور .. بعدما اغلقوا له صحيفته منذ عدة سنوات مضت ، مجاملة لرجل اعمال مصري مقرب من السلطة ، وطاردوه في كل صحيفة يكتب فيها يضيقوا عليه ويوصون بطرده أو منعه من الكتابة ، حولوه إلى معارض شرس وكلنا الآن يقرأ الدستور بعد عودتها ويطالع ما فيها فهي ليست الدستور التي كانت قبل غلقها ومطاردة رئيس تحريرها ! صحيفة العربي الناصري ازدادت حدة بعد أن اعتدي على رئيس تحريرها الزميل الدكتور عبد الحليم قنديل ، وعندما ضيق على الاخير في العربي الناصري ، بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، وبعد هيمنة أحمد حسن على صناعة القرار داخل الحزب والصحيفة . انتقل قنديل إلى "الكرامة" الناصرية التي حلت محل العربي في معارضتها وتشددها إزاء سياسات الحزب الوطني الحاكم . بل أني قرأت ل جمال بدوي كلاما غريبا عندما وصف في مقال له بالوفد زميله عبد الحليم قنديل بانه "مثل شجيع السيما" الذي لايبتغي من معارضته للحكومة إلا استجداء تصفيق الجمهور في صالات العرض وحسب ! ورغم محاولات بدوي نسيان الاساءة التي تلقاها من النظام .. ويدافع في احيان كثيرة عنه ، فإن الأخير ما انقك يتعامل معه باعتباره "حيطة" الصحفيين المايلة ، والذي يتخذة ربما تكأة لارهاب الصحفيين وتخويفهم من الاقتراب من بعض الخطوط والدوائر ، كان آخرها التحقيق معه بشأن مقال نشر له في الوفد معقبا فيه على موقف النائب العام من أحداث الوفد الاخيرة ، رغم أن ما كتبه "بدوى" كتب مثله وأكثر عشرات الصحفيين مثله .! آخر المواقف "البايخة" لجمال بدوي والتي لا نعلم ... لم جاءت منه ولمصلحة من على وجه التحديد ، هو اتهامه لزملائه في الوفد بالبلطجة وحمل الطبنجات والسلاح الابيض وترويع أمن الصحفيات بالوفد ما اثار غضبا مشروعا في اواسط صحفي الوفد وطالبوا نقيب الصحفيين جلال عارف بالتحقيق معه ! اعتقد ان استئساد بدوي على زملائه واتهامهم بهذا الاتهام الخطير لا ينبغي أن يمر على طريقة النقابة باجراء مصالحة وعمل قاعدة رجالة كعادتها فالاتهام خطير وجاء في عز أزمة الوفد وجميع زملائنا فيه مهددون في مستقبلهم المهني وفي ارزاقهم وارزاق اولادهم . [email protected]