اعترف حلف شمال الأطلسي الناتو بقصف منطقة سكنية في العاصمة طرابلس ما أسفر عن سقوط مدنيين. وجاء في بيان أصدره الجنرال تشارل بوشارد قائد عمليات الحلف في ليبيا "رغم أننا لم نزل نحقق في حيثيات هذه الحادثة، هناك ما يكفي من الأدلة للإشارة إلى أن خللاً فنياً تسبب فيها". وقال الحلف إن هدف الغارة كان قاعدة صواريخ تابعة للقوات الليبية، معترفا بأن القصف أوقع ضحايا في صفوف المدنيين. وكان المتحدث باسم الناتو مايك براكين قد أعرب في وقت سابق عن أسفه إزاء أي وفيات قد تكون وقعت نتيجة غارات شنتها طائرات الحلف الناتو على مناطق سكنية في طرابلس. والمبنى المستهدف كان منزلا مكوَّنا من طابقين ويقع في حي سوق الجمعة بمنطقة العراضة. وقصفه "سيثير المزيد من التساؤلات بشأن مهمة الناتو في ليبيا"، والتي كانت قد بدأت في شهر مارس الماضي. من جانبها أعلنت السلطات الليبية ارتفاع عدد ضحايا الغارة إلى تسعة قتلى بينهم خمسة من عائلة واحدة وإصابة 18 بجروح. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم "إن الحصيلة ترتفع الآن إلى تسعة شهداء بينهم خمسة من أفراد عائلة واحدة و18 جريحًا". وأضاف أن "الأشخاص الأربعة الآخرين قتلوا فيما كانوا يعبرون أمام المنزل عند وقوع الغارة". وأوضحت السلطات أن المبنى الذي تقيم فيه خمس عائلات دمر بفعل القصف الذي ألحق أضرارا أيضا بمنزلين مجاورين آخرين. وقال خالد الكعيم، معاون وزير الخارجية الليبي: "هنالك استهداف مقصود ومتعمَّد للمنازل المدنية، وهذا مؤشِّر آخر على وحشية الغرب". وتأتي الاتهامات الليبية بعد يوم من اعتراف الناتو بأن طائراته قصفت الأسبوع الماضي رتلا من العربات العسكرية التابعة للمعارضة، والتي قالت إن 16 من عناصرها أُصيبوا بجروح في تلك الغارة. وكان فرج المغربي، المتحدث باسم المعارضة، قد قال الخميس الماضي، إن الضربة الجوية التي شنَّتها قوات الناتو على القوات التابعة للمعارضة قرب مدينة إجدابيا الواقعة شرقي البلاد أسفرت عن تدمير ست عربات بيك آب كانت مجهَّزة بمضادات للطائرات.