قالت المعارضة الليبية، اليوم الخميس، إن 12 من الثوار قتلوا في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أمس الأربعاء، في مدينة مصراته، بينما قالت الحكومة الليبية في طرابلس إن غارات الحلف تسببت في مقتل عدد غير معروف من الأشخاص في المناطق القريبة من العاصمة. وقال شمس الدين عبد المولى، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، إن "القصف الخاطئ لقوات حلف شمال الأطلسي على مصراته أدى إلى مقتل 12 شخصا من الثوار وحوالي 40 جريحا"، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الأخطاء تحدث "وهذا أمر طبيعي في وضع الحرب". وتعد تلك المرة الثالثة التي تقتل فيها هجمات حلف الناتو الثوار منذ تولي الحلف قيادة العمليات ضد ليبيا في نهاية مارس الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن سبعة ثوار في مصراته قتلوا خلال الليل، عندما قصفت القوات الموالية لمعمر القذافي نقطة التفتيش الخاصة بهم بنيران المدفعية والصواريخ، حسبما قال طبيب محلي. وقال الثوار إن الجيش الليبي انسحب من وسط مصراته، إلا أن قوات القذافي تواصل القتال للسيطرة على ميناء المدينة ولا تزال تسيطر على مطار المدينة. وقال المجلس الوطني الانتقالي، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية، نسخة منه، إنه على الرغم من التعهدات بوقف إطلاق النار، ما زال القذافي يقصف مصراته والمناطق الغربية، وتحول الأمر إلى مذبحة للمدنيين الأبرياء. في غضون ذلك، نقل التليفزيون الليبي، اليوم الخميس، عن متحدث عسكري قوله إن طائرات الحلف شنت الليلة الماضية غارات استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة عين زارة (الضاحية الشرقيةلطرابلس) وفي مزدة -140 كلم جنوبطرابلس- ما تسبب في وقوع خسائر بشرية ومادية. وأضاف المتحدث أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المواقع المستهدفة لإجلاء المصابين إلى المستشفيات، في حين قامت سيارات الإطفاء بإخماد الحرائق التي نجمت عن عمليات القصف. في سياق متصل، اعتبر أمين الشؤون الخارجية بالبرلمان الليبي، سليمان الشحومي، أن حلف الأطلسي "تجاوز كل الحدود الخاصة بحقوق الإنسان، بسبب الانتهاكات التي تقوم بها طائرات ضد ليبيا بقصفها للأماكن المدنية والمقار الإدارية والمدارس والمستشفيات ومراكز الاتصالات، ومحاولة اغتيال العقيد معمر القذافي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بقصف المبنى الإدارى لباب العزيزية". وأوضح أن الحل لهذا "الشأن الداخلي في ليبيا يعود لأبناء الشعب الليبي وليس لغيرهم، وهو ما نتطلع إليه في المؤتمر الوطني الأول للقبائل الليبية الذي يعقد في طرابلس يوم الخامس من شهر مايو المقبل". جاء ذلك خلال اجتماع عقده أمين الشؤون الخارجية بالبرلمان الليبي، اليوم الخميس، مع رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، محمود شريف بسيوني. وكان السفير الأمريكي لدى طرابلس جين كريتز قد قال للصحفيين في واشنطن، أمس الأربعاء، إن حصيلة القتلى الذين سقطوا خلال النزاع في ليبيا تتراوح بين عشرة آلاف وثلاثين ألفا، مضيفا أنه من الصعب تحديد إجمالي الخسائر البشرية قبل انتهاء الصراع.