اتهم خبير ري، الدكتور حسام مغازي، وزير الري، بخداع الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب في المفاوضات مع إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، خلال الاجتماع الثلاثي لوزراء المياه بالسودان وإثيوبيا ومصر الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم مؤخرًا. واعتبر الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي وأستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن "ماحدث في المفاوضات هو انتصار للدبلوماسية الإثيوبية علي نظيرتها المصرية"، قائلاً: "مصر لم تطلب حتى وقف بناء السد الإثيوبي لحين الانتهاء من المفاوضات". وكان وزراء المياه الثلاث وقعوا الثلاثاء الماضي على اتفاق ينص على التضامن بين الدول الثلاث لإجراء الدراستين الإضافيتين اللتين أوصى بهما تقرير لجنة الخبراء الدولية بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية وتقييم التأثير البيئي الاجتماعي الاقتصادي على دولتي المصب (مصر والسودان) وذلك باستخدام شركة أو شركات استشارية دولية. واتفقت الأطراف الثلاث أيضا على "تكوين لجنة من الخبراء الوطنيين من الدول الثلاث، تضم 4 خبراء من كل دولة، على أن تتولى اللجنة وضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة 6 أشهر لإنجاز الدراستين"، مع الاستعانة بخبراء دوليون لحسم الخلاف بين الدول الثلاث بعد إطلاعهم على تقرير المكتب الاستشاري. وأشار الخبير المائي، إلى أن وزير الري تعمد تضليل الشعب المصري والرئيس السيسي بشأن النتائج التي تم التوصل إليها والترويج لها على أنها انتصارات للجانب المصري، الذي استطاع أن ينتزع من إثيوبيا وقتًا معينًا لحسم الخلاف حول سد النهضة، على حد وصف الوزير. يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه الصحف الإثيوبية الصادرة اليوم، أن أديس أبابا انتصرت في المباراة التي تلعبها مع مصر،. وجاءت مانشتات الصحف الإثيوبية على نفس النسق، إذ أكدت جميعها أن المفاوضات انتصارا للدبلوماسية الإثيوبية، وجاءت تحت عناوين "الآن نستطيع أن نبني سدنا في آمان وبلا تهديد فقد رضخت مصر للإرادة الإثيوبية ... مصر لم تطلب إيقاف العمل في السد ... ماضون في بناء السد في أمان بعد أن تغيرت مصر ورضخت للمطالب الإثيوبية .... لا تهديد على سد إثيوبيا وتم ترويض المصريين ..... نجاح باهر للمفاوض الإثيوبي على حساب المصريين والنتيجة 1 – صفر".