دخل اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، متزامن مع فتح المعابر بين القطاع وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي، وذلك بعد 51 يومًا من الحرب على القطاع، وسط تكبيرات ومسيرات احتفالية في غزة. ويشمل الاتفاق توسيع نطاق الصيد البحري واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. وقال موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، لوكالة "معًا" الفلسطينية، إن إسرائيل ستلتزم بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار بشكل كامل. وأوضح أن معبرين فقط يعملان حاليًا وهما كرم أبوسالم وبيت حانون، وسيجري العمل على إعادة تشغيل المعابر الثلاثة الأخرى حسب الاتفاق. وفيما يتعلق بمساحة الصيد البحري، قال أبومرزوق إن الاتفاق ينص على السماح بالصيد لمسافة 6 ميل بحري مع زيادة المسافة ل 12 ميلا حتى نهاية العام. أما فيما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة، فقال إنه سيتم نقاشه خلال المؤتمر الذي سيعقد في مصر الشهر المقبل. وأوضح أبومرزوق أن تحضيرات ستبدأ لعقد المؤتمر من خلال دعوة كافة الأطراف ذات الصلة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة الذي استمر لمدة 51 يوما وستتولى حكومة التوافق ملف الإعمار كاملاً. وحول ضمانات الاتفاق، قال إن مصر هي الضامن الوحيد للاتفاق، وستجري مفاوضات مرة أخرى خلال شهر من الهدنة لاستكمال ما تم نقاشه. وحول إدخال الأموال لقطاع غزة، ودفع رواتب أكثر من 40 ألف موظف في الحكومة المقالة، أوضح أبومرزوق أن "القيود الإسرائيلية والأوروبية والأمريكية رفعت عن دخول الأموال لقطاع غزة، والمفروض على حكومة التوافق العمل حاليًا على ترسيم الموظفين إداريًا وصرف رواتبهم في أسرع وقت". وأشار أبومرزوق إلى أن أحد أسباب التأخر في اتفاق التهدئة هو موضوع الاغتيالات، حيث ينص الاتفاق على وقف سياسة الاغتيالات وحرية الحركة وعدم استهداف المقاومين والقادة في قطاع غزة. وبشأن معبر رفح، قال إنه لم يتم بحث موضوع المعبر ولكن من المقرر عقد لقاء مصري فلسطيني وتحديد ما هو مطلوب لفتحه بشكل كامل، مطالبًا بالإسراع في إنجاز الترتيبات الفنية من الجانب الفلسطيني لكي يتم إعادة فتح المعبر بشكل دائم. وحول المنطقة الغازلة، قال إنه تم إلغاؤها بناء على الاتفاق. وقبلت إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، وقال يجال بالمور المتحدث باسم وزيرة الخارجية الإسرائيلية لمراسل وكالة "الأناضول" "أستطيع أن أؤكد أن إسرائيل وافقت على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار غير محدود". وقال اوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "إسرائيل قبلت بالعرض المصري لوقف إطلاق نار غير محدود. هذا العرض لا يشمل المطالب التي وضعتها حماس حول الميناء والمطار والسجناء والأموال". وفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل حيز التنفيذ خرج مئات الفلسطينيين في غزة في مسيرات عفوية في شوارع القطاع احتفالًا بما وصفوه ب"الانتصار"، فيما أطلقت المساجد التكبيرات. وقالت حركة "حماس"، مساء اليوم الاثنين، إنها حققت معظم مطالبها من "المعركة مع إسرائيل" التي استمرت 51 يوما و"انتصرت" عليها. وقال المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة مساء اليوم أن "المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة وحققت معظم مطالبها من المعركة مع إسرائيل التي استمرت 51 يوما ". وتابع: "قلنا للصهاينة قبل ذلك إنهم لن يعودوا إلى بيوتهم في البلدات القريبة من قطاع غزة إلا بقرار من حماس وليس من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، والآن نقول للإسرائيليين بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بإمكانكم العودة لبيوتكم بقرار من حماس وليس من نتنياهو الفاشل". ومضى قائلا "نعلن اليوم انتصار شعبنا والمقاومة الفلسطينية، فنحن انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع الإسرائيلية وحينما فرضنا حصارا جويا على مطارات العدو وحينما ضربنا المواقع الإستراتيجية للاحتلال، وحينما ألجئنا الصهاينة إلى تحت الأرض فرارا من صواريخ وضربات فصائل المقاومة".