في مشهد لا يخلو من دلالات، لم يكن متخيلاً حتى قبل شهور قليلة، تسابق رجال الأعمال المحسوبون على النظام السابق على حضور الحفل الضخم الذي أقامته جماعة "الإخوان المسلمين" على مهبط الطائرات بمدينة 6 أكتوبر احتفالاً بافتتاح مقرها الفرعي وحضور المؤتمر الذي حضره المرشد الدكتور محمد بديع وقادة الجماعة، وسط حضور أكثر من 20 ألف إخواني مساء الثلاثاء. وعلى إيقاع أغنية "يا حبيبتي يا مصر" التي غناها شباب "الإخوان" والأناشيد والهتافات الإخوانية الحماسية، ألقى بديع المرشد العام للإخوان كلمة حماسية، في الوقت الذي تولت فيه الشرطة تنظيم الحركة، بالتنسيق مع شباب الجماعة، بينما اكتفت قوات الجيش بالمراقبة من بعيد. وكان في مقدمة رجال الأعمال والمستثمرين الذين حضروا الاحتفال الحاشد صفوان ثابت رئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر، وعبد المنعم سعودي رئيس مجلس إدارة شركة "سوزوكي مصر"، ومحمد جنيدي رئيس مجلس إدارة شركة " جى إم سى"، وجمال الهوارى رئيس شركة " هايبر وان"، وعبد الرحمن سعودي رئيس شركة التنمية العمرانية، وخالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم، كما حضرت الحاجة ياسمين الحصري رئيس جمعية الحصري. ورحب بديع في كلمت برجال الأعمال والمستثمرين وعمال المصانع ب 6 أكتوبر الذين جاؤوا لمشاركة "الإخوان" احتفالهم، ودعا العمال إلى أن يعملوا ساعة زيادة عن موعد الدوام الخاص بهم لزيادة الإنتاج، كما دعا أصحاب الأعمال إلى أن يكونوا أكثر كرما ويدفعوا ثمن ساعة العمل الزائدة بثمن ساعتين. ودعا المرشد لمليونية "محو الأمية" بمشاركة فاعلة من "الإخوان" خلال إجازة الصيف لمحاربة الأمية بين الشعب، منددا بحادثة اصطدام قطارين ب "نخلة" على القضبان، وقال إن الذين وقفوا وراء ذلك محاولين قتل عشرات الركاب هم الذين قتلوا أبناء الشعب المصري بميدان التحرير. وطمأن بديع المتخوفين من إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، مؤكدا أن الشريعة كفيلة بحل مشاكلنا جميعا بل وحل جميع المشاكل التي تعانى منها البشرية جمعاء، لأنها تساوى بين الجميع، ولكونها لا تحابي أحدا بعكس الشيوعية التي تنحاز للعمال على حساب أصحاب الأعمال، كما أنها تختلف عن الرأسمالية التي تنحاز لرجال الأعمال على حساب العمال. وفي إشارة إلى المخاوف التي يبديها البعض من المرجعية الإسلامية للدولة المصرية، قال بديع مخاطبا المصريين: "لا أمان لكم إلا في ظل الشريعة الإسلامية، ولا ضمان لحقوق الإنسان إلا من الله في ظل الشريعة والدين"، مشيرا إلى أن عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين أمر ابن القبطي أن يضرب عمرو ابن العاص والى مصر على صلعته بعد أن شكا له من ابنه. وأكد أن "هذه هي المرجعية الإسلامية التي يخاف بعض المصريين منها، هل يخاف أحد من الشريعة الإسلامية بعد قيام الخليفة عمر بضرب عمرو ابن العاص وهو يقول له: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". وحث المرشد الشعب المصري على التوحد ونبذ الاختلاف، مذكرا بأن وحدة المصريين كانت هي السبب وراء إنجاح ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك، محذرا من أن الأعداء يحاولون حاليا ضرب وحدة الشعب وتمزيق صفوفه لإفشال الثورة التي أذهلت العالم كله. واعتبر بديع أن من بركات الثورة التي قدرها الله هذا العام، الطفرة الكبيرة في إنتاج القمح، مشيرًا إلى أن هناك مخزونًا من محصول القمح الذي سلمه الفلاحون مؤخرًا لبنك التنمية والائتمان الزراعي يقدر بحوالى 2 مليون طن مقابل 250 ألف طن العام الماضي.