مع توسع المتظاهرين خلال إحياء الذكرى الأولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة في الهجوم على الأقسام وإحراق سيارات شرطة، والاعتداء على حي عين شمس، وتخريب مؤسسات حكومية، وما تردد عن وجود خطة لاستهداف شبكات الكهرباء فى مختلف أنحاء الجمهورية، وقطع الطرق، انتابت المتابعين حالة من القلق والمخاوف من إمكانية تحول معارضي السلطة الحالية من "السلمية" إلى "العنف" كسبيل لدحر ما يسمونه ب "الانقلاب". عزز ذلك صدور بيان ممن أطلقت على نفسها اسم "حركة المقاومة الشعبية" تعهدت فيه برفع السلاح ضد قوات الجيش المصرى خلال الفترة القادمة، ردًا على سقوط عشرة شهداء خلال إحياء الذكرى الأولى لفض رابعة والنهضة، وإفشال الدولة لجميع المساعي للوصول لتسوية سياسية تعيد دمج الإسلاميين فى الساحة السياسية وتحقق المصالحة الوطنية، وإيجاد تسوية لملفات ضحايا ربع والنهضة والمعتقلين السياسيين منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسى فى يوليو من العام الماضي. السؤال المهم فى هذا الصدد يتعلق بتركيبة "حركة المقاومة الشعبية" التي أصدرت بيانًا تعهدت فيه برفع السلاح فى وجه الجيش وما إن كانت مثل الحركات جادة في تهديداتها، أما أنها ل "الشو الإعلامي" فقط. صبرا القاسمى، الأمين العام ل "الجبهة الوسطية"، قال إن "هناك معلومات موثقة وصلت لأحد الأجهزة السيادية بأن مئات من شباب جماعة الإخوان الذين شهدوا فض اعتصامى رابعة والنهضة يمكن أن يشكلوا نواة هذه الحركة، لاسيما أن هذه المجموعة التى ينتمى أغلبها للمجموعة القطبية قد وصلوا لمرحلة اليأس من إمكانية نجاح الوسائل السلمية فى إحداث التغيير السياسى الذى يرغبون فيه". وأضاف أن "المئات من المنتمين للتيار القطبى وصلوا إلى منطقة وسط سيناء حيث تلقوا تدريبًا على يد مجموعات تكفيرية خلال المرحلة الأخيرة، لتعزيز قدراتهم لشن هجمات تستهدف الجيش والشرطة المصرية". غير أن القاسمى بدا واثقًا من قدرة الجيش والشرطة على دحر هذه المجموعات فى ظل ما يتمتع به الجيش من قدرات، فضلاً عن تعافى الجهاز الأمنى وإمكانية نجاحه فى إحباط هذه التحركات فى مهدها وتفكيك مثل الحركات التى تبحث عن عناوين براقة للضغط على أجهزة الدولة. من جانبه، كشف حسين عبدالرحمن، القيادى فى حركة "إخوان بلا عنف"، عن محاولة داخل التنظيم الدولى وقيادات جماعة الإخوان بالخارج استخدام مثل هذه الكيانات كورقة ضغط ضد الدولة لإجبارها على التعاطي بإيجابية ضد جهود المصالحة الوطنية. وتابع "النجاحات المتتالية التى تحققها خارطة الطريق تزيد من حالة اليأس داخل الجماعة وتجعل قادتها يراهنون على العنف لإجبار الدولة لتخفيف شروطها حيال أى مبادرات لتحقيق المصالحة الوطنية". وأشار إلى أن "هناك مجموعات داخل جماعة الإخوان على غرار التنظيم الخاص تدين بالولاء لعدد من أنصار التيار القطبى يمكن أن تحمل السلاح ضد الدولة إذا صدرت لها التعليمات فى توقيتات لاحقة". وأكد محمد أبو سمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامى"، الذراع السياسي لجماعة "الجهاد"، أن "رفض الدولة للتعاطي بإيجابية مع جهود المصالحة وحل القضاء لحزب الحرية والعدالة يقدم بيئة خصبة لمثل هذه التيارات للرهان على السلاح لإيجاد نهاية لما يعتبرونه انقلابًا". وأشار إلى أن "حل حزب جماعة الإخوان بحكم قضائى نهائى قد أوصد الطريق أمام شباب الإخوان أمام الممارسات السلمية وعزز من رأى أجنح داخل الإخوان وشباب الشارع أن رفع السلاح ضد الدولة وهو الخيار الوحيد وهو ما حذرنا منه طويلاً ولم يلتفت إلينا أحد". ولم يستبعد أبوسمرة أن "تستغل داعش وأخواتها هذا المناخ السيئ لاكتساب أنصار جدد فى مصر مع انسداد الأفق السياسى ورفض الدولة جميع الدعوات لدمج التيار الإسلامى فى الحياة السياسية". وقال خالد الزعفراني، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، والخبير فى شئون الإسلام السياسي، إن ظهور تنظيمات صغيرة بدائية فى طريقة تفكيرها تلجأ إلى العنف واستخدام السلاح شيء متوقع، خصوصًا فى ذلك التوقيت الذى تزامن مع فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. وأضاف، أن ظهور ما تسمى ب "حركة المقاومة الشعبية" تم بصورة عشوائية وليس للإخوان سلطة عليها، لكنه حمّل فى الوقت ذاته الجماعة مسئولية ظهور تلك الجماعات نتيجة عملية للمواطنين على مدار العام الماضي، ووضعهم فى صدام مع الدولة وتحول الآمر إلى ثأر. وتوقع الإخوانى المنشق أن قوات الأمن ستلقى القبض على تلك المجموعة بسهولة وستستطيع التعامل معها، وأن ظهورها إعلامي أكثر منه تواجد حقيقي على أرض الواقع. فيما اتهم اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، حركة "المقاومة الشعبية" بالانتماء للإخوان، واصفًا أعضاءها بأنهم "مجموعة من الشباب المتهور التابع لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابى"، مشيرًا إلى أن الاتجاه العام والسائد لدى الجماعة هو محاولة ترهيب المواطنين وإثارة الذعر فى الوطن عن طريق "الشو الإعلامى" والفيديوهات المسربة التى ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعى. وأضاف أن قوات الشرطة تستطيع القبض على هؤلاء الشباب فى أسرع وقت عن طريق تتبع الفيديو والمنطقة ومن السهل الوصول إليهم وننتظر قوات الأمن للتحقيق من هوية هؤلاء الشخوص، موضحًا أن جماعة الإخوان أصبحت غير قادرة على الحشد أو إحداث أى تأثير من الشارع وأن نهايتها قد أوشكت، على حد قوله.