طالب أحمد سيف الإسلام حسن البنا، عضو مجلس شورى جماعة "الإخوان المسلمين"، ونجل حسن البنا مؤسس الجماعة بإجراء استفتاء شعبي على مسألة تولي المرأة أو القبطي رئاسة الجمهورية قبل إعداد دستور دائم للبلاد، حسما للجدل الذي أثارته الجماعة حول هذا الأمر بسبب تحفظها على ترشيح القبطي والمرأة لمنصب الرئاسة. وأضاف في تصريح ل "المصريون"، إن هناك عشرات الدساتير التي تشترط أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا ومن طائفة معينة، وتابع قائلا: "مش عاوزين نخلط الأوراق السياسية بالأوراق الدينية ونلعب بالأوراق الدينية لحساب الناحية السياسية، والحل في هذه المسألة الاحتكام لرأي الشعب، وأنا فرد من 85 مليون مصري وأقبل ما يختاره الشعب المصري". وأكد أن رأي جماعة "الإخوان المسلمين" حيال قضية ترشح المرأة يرتبط بجغرافية المكان والبيئة الثقافية، فإخوان تونس قبلوا بذلك لأن هذا "مرتبط بالبيئة التونسية الأكثر تحررا بحكم ثقافتهم وقربهم من أوروبا، بينما عارض "إخوان الكويت" ترشيح المرأة، وأيد "إخوان مصر" هذا الرأي". من جانب آخر، اعتبر سيف الإسلام أنه من الطبيعي أن ينشئ "الإخوان" حزبا مستقلا عن الجماعة ومكتب الإرشاد، لكنه أبدى تحفظا على فصل منصب المرشد العام للجماعة كأعلى سلطة تنفيذية بها عن مجلس شورى الجماعة وهي السلطة الرقابية، لأن مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة في اتجاه واحد. مع ذلك قال إنه يجب أن تتغير اللائحة الداخلية للجماعة بتغير الظروف، بما يحترم الدعوة وقال إن الاختلاف قد يرتبط بالمنهج أو بالقيادة أو الاختلاف في تقدير موقف من المواقف، ففي المنهج "لا يجوز الاختلاف.. اللي مش عاجبه يتفضل، والمنهج هو القدر الذي تتوافق عليه الجماعة في حدود الثوابت التي نشأت عليها الجماعة، أما إذا كان الاختلاف متعلقا بالقيادة فهذه مسألة خطيرة والاختلاف في تقدير الموقف ليس بهذه الخطورة"، على حد قوله. وذكّر أن الجماعة في نصوصها القديمة كان بها هيئة قضائية، مشددا على أن من أدبيات الجماعة أنه لا يجوز للأخ المسلم أن يرفع قضية على أخيه لكن أن يحال النزاع إلى هيئة التحكيم، والتي من المفترض أنها ضمن هيكل الجماعة. ورفض البنا الحديث عن موقف الجماعة في الانتخابات البرلمانية القادمة واستعداداتها لها والنسبة التي تعتزم المشاركة بها، وقال "مصر كلها يجب أن تشارك في هذا البناء حتى لا يقول أحد إنه تم إقصاؤه أو أنه مضطهد". وكشف عن مشروع طرحه "الإخوان" على القوى الوطنية خلال اجتماع مع الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب "التجمع" بخصوص التنسيق في الانتخابات المقبلة، كما سبق وأن حدث بين "الإخوان" وحزب "العمل". واعتبر أن الانتخابات المقررة في سبتمبر تمثل فرصة كبيرة لبدء عهد جديد يدرك فيه كل مسئولية الوطنية، بينما لو ظل حزب يخطئ الآخر "مش هنعدي"، وأبدى استعداد "الإخوان" للتنسيق مع كافة القوى السياسية في مصر.