حذر مصطفى النجار، الناشط السياسي، وعضو مجلس الشعب السابق من دعوات البعض إلى قيام مصر بتوجيه ضربة عسكرية لدولة ليبيا، قائلاً إن ذلك "سيورط الجيش في حرب لا فائدة لها". وأعاد النجار إلى الأذهان ما سماه ب "كارثة حرب اليمن"، في سياق تحذيره من الانزلاق فيما وصفه ب "الفخ المنصوب لمصر في ليبيا، مما يؤدي إلى مأساة تشبه كارثة حرب اليمن"، في إشارة إلى إرسال مصر قوات إلى اليمن في حقبة الستينات، إبان عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، والتي أنهكت الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967. ومع اعترافه بأن "هناك خطرًا هائلاً يتهدد مصر من حرب الميليشيات والفوضى الليبية الدامية"، لكنه قال إن ذلك "لا يعني بالضرورة الدخول في مغامرة عسكرية غير محسوبة"، وفق تحذير النجار في تعليق له عبر صحفته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأضاف: "أننا مازال أمامنا فرصة للتدخل الناعم في ليبيا لتهدئة الأوضاع وعمل مصالحة تمهد لاستعادة ليبيا لصورة الدولة المتماسكة التي تحجم الميليشيات المسلحة وتدمجها". وأشار إلى أن "هناك قوى غربية ودولاً عربية تريد من مصر أن تحارب عنهم بالوكالة في ليبيا تحت مزاعم حماية مصر من الإرهاب"، متسائلاً: "هل هناك خطر يهددنا بليبيا"؟ واعتبر النجار أن "جر الجيش المصري إلى ليبيا هو أمنية الجماعات التكفيرية المسلحة التي أنهكت عددًا من الجيوش العربية، وساهمت في تفكيك دولها، متسائلاً:: "كيف نمنحهم ما يريدون"؟. وأضاف أن "أي خطر قائم الآن بسبب الوضع الحالي في ليبيا هو أقل بكثير من الأخطار الهائلة والعواقب التي سيحدثها تدخلنا العسكري المباشر في ليبيا"، مشددًا على أنه لا يجب أن نكون وكلاء لأحد في المنطقة وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئوليته عما يحدث في ليبيا فقد كان شريكًا في صناعته منذ تدخل قوات "الناتو" أثناء الثورة الليبية. ولفت إلى أن "الموقف الغربي في ليبيا قائم على المصالح الاقتصادية ونهب ثروات ليبيا، ولا يمكن أن نقبل أن يستخدمنا أحد لتحقيق مصالحه وأهدافه المستترة"، مشيرًا إلى "حماية حدودنا وإيقاف تدفق السلاح والإرهاب القادم من ليبيا لا يعني بالضرورة توريط الجيش المصري في حرب في بلد لن يستطيع أحد الانتصار فيها بسبب طبيعتها الجغرافية والقبلية".