رغم عجز وسائل الإعلام الدولية عن الوصول إلى الأحداث في سوريا وتغطيتها، إلا أنَّ عددًا كبيرًا من الناشطين، يعمدون إلى نشر مئات الصور ومقاطع الفيديو على موقع فيسبوك، التي تكشف عن مجازر عِدّة يرتكبها الأمن الموالِي للرئيس بشار الأسد بحق المتظاهرين. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو عددًا كبيرًا ممن يقول الناشطون: إنّهم "قتلوا وجرحوا أو عذبوا،" على يد قوات الأمن السورية، في عِدّة مناطق شهدت خلال الأسابيع الماضية اعتداءات دامية من قِبل الشرطة ضد المحتجين. وعلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد،" التي تزخر بتسجيلات الفيديو تلك، كتب القائمون على الصفحة يقولون: "نداء إلى جميع الهيئات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام: بعد درعا، وتل كلخ، ودوما، وحماه، وحمص، الآن عصابات بشار الأسد وشقيقه ماهر تجتاح جسر الشغور.. الرجاء إنقاذ أهلنا هناك من مجزرة قادمة." وفي السياق ذاته، كتب مؤسسو الصفحة: "طلبت محافظة دمشق من موظفيها أن يقوموا بدور (الشبيحة) فسلمتهم أدوات الزعرنة والبلطجة من جنازير حديدية وعصي وخراطيم ليقوموا بالاعتداء على المتظاهرين كل جمعة ويسوقونهم إلى مكان يستفرد بهم الأمن." وأضافوا: "قامت المحافظة بتوزيعهم (الشبيحة) في المدينة وسيطروا عليهم بالتهديد بالفصل تارة وإغرائهم بالمكافآت إذا تأكد أنهم ضَرَبوا أو ضُرِبوا، مكافأة قيمتها 15000 ليرة سورية، وقد تَمّ صرف مكافأة اليوم لهم قيمتها 2000 ليرة.. مكافأة على زعرنة وبلطجة." وتابع مؤسسو الصفحة، التي وصل عدد مشتركيها إلى نحو 200 ألف، قائلين: "لكن من الموظفين من لا ينام الليل بكاء على ما يرونه من ظلم ودماء وضرب، خاصة ما جرى عند جامع الرفاعي قبل عدة أسابيع، ثم بدأوا يسوقونهم كالنعاج إلى مدرسة ساطع الحصري ثُمّ إلى القدم وآخرها إلى برزة." وهددت الصفحة هؤلاء "الشبيحة" قائلة: "إنّ لم يرتدعوا ويعودوا لرشدهم لنفضحهم واحدًا واحدًا بأسمائهم ووظائفهم." بحسب شبكة "سي إن إن". ونشرت الصفحة بالفعل أسماء أربعة منهم، قالت: إنهم "كانوا في قيادة الشبيحة." وعلى صفحة أخرى، حملت عنوان "يوميات الثورة السورية" علق عشرات المشاركين على أنباء بثها التلفزيون السوري الرسمي حول مقتل عددٍ من رجال الأمن على يد من وصفتهم الحكومة ب"العصابات المسلحة." وقال مشارك استخدم اسمًا مستعارًا: إنّ "الأمن السوري يكذب وهو يقتل عناصر الشرطة والجيش الذين يرفضون إطلاق النار على أهلهم الشرفاء." بينما أضاف آخر أن "أخبار التلفزيون مكشوفة عندما يريد الأمن الدخول لمنطقة لتدميرها يعلن التلفزيون السوري الحقير أنّ هناك كمينًا للجيش." وأشار مشارك آخر، إلى أنّ "التلفزيون السوري يبثّ أغانِي فيروز مع صور لتدريبات الجيش السوري بعد إعلان الحرب على الشعب السوري في جسر الشغور.. وصل العهر إلى حد لم يعد السكوت عليه مقبولاً.. هبو يا سوريين يا أحرار.. هبو ولنسقط النظام الليلة."