قبلت لجنة شئون الأحزاب الإخطار المقدم من الدكتور محمد سعد الكتاتني، وكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" الذي أسسه "الإخوان المسلمون"، وأقرت بحقه في مباشرة نشاطه السياسي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الجماعة منذ 83 عامًا على يد حسن البنا عام 1928. وتنهي هذه الخطوة حظرًا استمر عقودًا على جماعة "الإخوان" حال دون ممارستها العمل السياسي في إطار "شرعي"، إذ كانت الدولة تنظر إليها بوصفها جماعة محظورة مما كان يضطر مرشحيها في الانتخابات البرلمانية إلى الترشح كمستقلين أو الدخول على قوائم أحزاب سياسية أخرى مثلما حدث عندما تحالفت الجماعة مع حزب الوفد عام 1984 وحزبي العمل والأحرار هام 1987. وبات حزب "الحرية والعدالة" هو أول حزب تتم الموافقة على تأسيسه منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، وبعد أن أعلنت الجماعة في 30 أبريل أنها ستنشئ حزبا سياسيا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل والتي تسعى من خلالها للفوز بنحو نصف مقاعد مجلس الشعب. وأكد القيادي الإخواني صبحي صالح ل "المصريون"، أن حزب "الحرية والعدالة" سيتقدم بطلب للجنة شئون الأحزاب للحصول على شهادة عدم ممانعة ليبدأ فورًا ممارسة نشاطه السياسي في الشارع وبين الجماهير دون قيود. وأضاف إن أول خطوة سيعكف الحزب عليها هو استكمال تشكيلاته الإدارية والتنظيمية بالقاهرة والمحافظات، بالإضافة إلى أنه لم يحسم بعد مسألة الشعارات التي سيرفعها مرشحوه في الانتخابات البرلمانية القادمة، موضحًا أن مؤسسات الحزب هي التي ستقرر الشعار الانتخابي وهل سيكون: "الإسلام هو الحل" أم غيره من الشعارات. وترك صالح الباب مفتوحًا أمام إمكانية التنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة عبر تشكيل قائمة موحدة تضم مرشحي جميع الفصائل والقوى السياسية، وقال ردًا على سؤال بهذا الخصوص: "نحن أول من أعلن عن المبادرة الخاصة بالتنسيق ودخول الانتخابات في قائمة تضم الجميع ونحن في انتظار أن تحسم القوى السياسية الأخرى موقفها". من جانبه، قال النائب السابق الدكتور أحمد أبو بركة، وهو أحد قيادات الحزب، أن "الحرية والعدالة" سيبدأ في تنظيم مجموعة من الفعاليات والمؤتمرات الجماهيرية في جميع أنحاء الجمهورية لشرح برامج وأفكار الحزب. وأكد أن الحزب سيبدأ في نظر وفحص الأسماء التي سيرشحها في انتخابات مجلس الشعب القادمة في استقلال تام عن جماعة "الإخوان المسلمين"، وشدد على أن الحزب سيعمل على تنفيذ اللوائح الخاصة به في كل ما يتعلق بطريقة تعاطيه مع الشأن السياسي العام. وعن إمكانية استخدام مرشحي الحزب شعار: "الإسلام هو الحل" أو شعار: "نحمل الخير لمصر" أو غيره من الشعارات، قال أبو بركة إن مؤسسات الحزب ستتولى حسم هذا الأمر وتختار الشعار الأنسب الذي سترفعه خلال الانتخابات المقبلة. وأكد أبو بركة، أن الحزب الذي سيكون بمثابة الذراع السياسي ل "الإخوان" سيعمل على تطوير وتفعيل العلاقة مع جميع القوى السياسية الفاعلة في الشارع المصري.