"أطالب الشعب المصري بالنزول إلى الشوارع الجمعة القادمة لمنح الجيش والشرطة تفويضًا شعبيا لمواجهة العنف والإرهاب"، بتلك العبارات خاطب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك الرئيس الحالي، المصريين للنزول إلى التظاهر في ميدان التحرير وميادين مصر في 26 يوليو 2013، لتفويضه لمواجهة الإرهاب فى إشارة إلى اعتصامات جماعة الإخوان المسلمين واعتصامي رابعة والنهضة. استجاب له المفوضون وخرجوا بالميادين فى آخر تظاهرة مسموح بها، قبل أن تصدر السلطات الحالية قانون منع التظاهر، وبعده بأيام، فضت الحكومة اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، ليسقط مئات القتلى وآلاف المصابين فيما وصف بأنها أسوأ مذبحة شهدتها مصر في تاريخها الحديث. والآن وبعد مضي عام على خروج عشرات الآلاف ملبين دعوة السيسي، لم يعد ذلك الاصطفاف الشعبي خلف الرجل الذي اعتبره كثير من المصريين حينئذ "منقذًا لهم" من حكم "الإخوان المسلمين"، بعد أن تجاوز الاستجابة لرغبة المطالبين بإسقاط حكم أول رئيس مدني منتخب (الدكتور محمد مرسي) إلى ارتكاب تجاوزات اعتبرها منتقدون انتكاسة لم تشهدها مصر، حتى خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وقال زيزو عبده، القيادي بحركة 6 إبريل، إن التفويض الذي طلبه قائد الجيش آنذاك لفض اعتصام رابعة كان لخطف الثورة والدولة المصرية، واصفًا التفويض بأنه نوع من صناعة الحدث تمهيدًا لقتل المصريين، مؤكدًا أن تفويض فض اعتصام رابعة كان محاولة من الجيش لعمل بطل أمام الشعب للاستيلاء على كل مقدرات الدولة . وأضاف عبده ل"المصريون"، أن مصر تشهد اليوم أسوأ ذكرى فى تاريخها بعد فقدها للمصريين الأبرياء العزل من السلاح، مشيرًا إلى أنه بعد مرور سنة من التفويض الذي طلبه السيسي لفض اعتصام رابعة أنه كان مخططًا لخطف الثورة المصرية والاستيلاء على كل مقدرات الدولة، موضحًا أن عمليات الابتزاز التى يتم استغلال الشعب فيها تفضح كل مخططات الدولة العميقة من مطالبة الشعب بالتبرع للدولة. وأردف أن "حركة 6 إبريل سبق وأعلنت رفضها لتفويض فض اعتصام رابعة، محذرين من خطورة إقدام قوات الجيش والشرطة على فض اعتصامات الشرعية بالقوة، وما قد يسفر عنه من "طوفان دماء". وتابع: أن "ما حدث فى ميدان رابعة العدوية كان انقضاضًا على الشرعية وسلسلة من الإجراءات التعسفية واستخدام العنف المتعمد ضد المتظاهرين السلميين"، موضحًا أنهم حذروا من "المسئولية الجنائية التى ستوجه لكل المسئولين أيا كانت مناصبهم، وكل من شارك فى قتل وإصابة وتعقب المتظاهرين السلميين". من جانبه قالت الناشطة السياسية غادة محمد نجيب، عضو "تمرد" المنشق، إن "يوم ذكرى التفويض سيذكره التاريخ بأنه أكبر جريمة فى حق مصر وأحقر طلب من المصريين". وأضافت في "هذا اليوم تم خداع المصريين إلا من رحم ربى، فنزلوا للتفويض ولم يكن يعلموا أنه تفويض لقتل أبناء الوطن ولذبح معتصمى رابعة ولازال التفويض مستمرًا". وأوضحت، أنه "فى مثل هذا اليوم خرج علينا السيسى وقال فوضونى لمحاربة الإرهاب المحتمل، ليقتل به كل من يعارضه تحت مسمى محاربة الإرهاب فى مثل هذا اليوم "اتقال عليه أنى اخوانية لأنى رفضت التفويض".